داخل أحد مصانع الملابس في القاهرة، يشرح أحمد نور، شريك مؤسس بشركة “جارمنت آي أو” Garment IO، كيفية عمل المنظومة الجديدة الهادفة لتسهيل العمل.
“تخيل أن يكون لديك مئات العمال، الذين يعملون على مئات مراحل الإنتاج كل دقيقة. لا يستطيع أحد مهما كانت قدراته أن يكون متطلع وملم بما يحدث في كل مراحل التصنيع في اللحظة نفسها”، يقول أحمد، معددا المشاكل التي تواجهها مصانع الملابس الكبرى، مثل عدم القدرة على تحديد أماكن الاختناق في خطوط الإنتاج، مما يؤدي لتعطل العمل وزيادة التكلفة وتأخر التسليم، وغيرها.
يقول نور أن أغلب مديري المصانع المصرية تسعى لحل هذه المشكلات اعتمادا على خبراتهم السابقة، وليس وفقُا لبيانات وتقارير مفصلة، تمكن متخذ القرار من تحديد المشكلة والمتسبب فيها وكيفية علاجها، وهو ماشهده نور بنفسه أثناء عمله سابقا في مجال صناعة الملابس المجاهزة.
“يرسل البرنامج للمشرفين والمديرين تنبيهات على هواتفهم المحمولة، مما يسهل كثيرا من مراحل العمل”
أحمد نور، شريك مؤسس “جارمنت آي أو”
يشرح نور الحل الذي ابتكرته شركته الجديدة، ويتكون من استخدام جهاز ماسح ضوئي أمام كل عامل، وكارت رقمي متصل بكل مرحلة في الإنتاج. كلما أنهى العامل مهمة، مثل الانتهاء من خياطة قطعة بعينها، يمرر الكارت أمام الماسح الضوئى لتسجيل انتهاء العملية. تتصل الأجهزة جميعا بالإنترنت، وتغذي برنامج جارمنت آي أو بالمعلومات، ويتولى البرنامج تحليلها وقتيا وإخرجها في صورة تقارير وتنبيهات.
يقول نور أنه من خلال قدرة البرنامج على تحليل البيانات، يستطيع اقتراح حلولا واضحة، مثل زيادة عدد العمال في مرحلة إنتاج بعينها، كما يستطيع التنبؤ بالتأخيرات والمشكلات قبل أن تحدث، “ويرسل البرنامج للمشرفين والمديرين تنبيهات على هواتفهم المحمولة، مما يسهل كثيرا من مراحل العمل”. ويضيف نور أن العمال متحمسين للنظام الجديد، فهو يضع وسيلة موضوعية لتقييم إنتاجية العامل دون خوف من محاباة مشرفي الإنتاج، كما أنه يربط إنتاجهم بحوافز مادية.
يقدر محمود السبع شريك مؤسس “جارمنت أي أو” عدد مصانع الملابس في مصر بـ١٠ آلاف مصنع، إلا أن ٦٠٠ منهم فقط يعملون بالتصدير إلى الخارج، وهم الفئة المستهدفة بمنتجات الشركة التي تتعاون مع ٤ منها حتى الآن، موضحا: “المصانع التي تخصص إنتاجها للتصدير أكثر إقبالا على استخدام التكنولوجيا، لأنها ملتزمة بمعايير ومواصفات عالمية”.
يشير السبع أن التكنولوجيا التي تستخدمها شركته تنتمي لقطاع إنترنت الأشياء، الذي يربط الأجهزة المختلفة بالإنترنت من أجل مزيد من الدقة في جمع المعلومات والفاعلية في تحليلها، وهو مايأمل أن يسهم في تطوير ونمو القطاع الصناعي في مصر.
يقول السبع أن جارمنت آي أو بدأت بالتمويل الذاتي، إذ كان يمتلك شركة برمجيات خاصة بدأت في تطوير المنتج الجديد، وأنه يسعى للتوسع في دول عربية، آملا في التوسع أيضا خارج مجال الملابس الجاهزة لغيرها من الصناعات التي تعتمد على عمالة كثيفة.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.