- بعد سنوات من هيمنة Chrome وSafari، يشهد الويب موجة جديدة من المتصفحات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع إطلاق OpenAI لمتصفح “أطلس” (Atlas) وPerplexity لمتصفح “كومِت” (Comet)، في سباق للسيطرة على تجربة التصفح المستقبلية.
- المتصفحات الجديدة تهدف لأن تكون مساعدًا رقميًا متكاملاً داخل تجربة التصفح نفسها، بحيث يفهم الذكاء الاصطناعي نية المستخدم وينفذ المهام دون مغادرة الصفحة.
- في ظل انتقال Google نحو نموذج البحث القائم على الذكاء الاصطناعي (Gemini)، تتجه الشركات الناشئة إلى إعادة تعريف التصفح عبر تجارب أكثر ذكاءً وتفاعلاً، حيث يعزز الذكاء الاصطناعي اكتشاف المحتوى بدل استبداله.
تشهد ساحة التكنولوجيا سباقًا جديدًا نحو السيطرة على جيل المتصفحات القادمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع دخول كل من “أطلس” (Atlas) من OpenAI وكومِت” (Comet) من Perplexity إلى المشهد، في مواجهة مباشرة مع عمالقة المتصفحات التقليدية مثل Google Chrome وApple Safari.
المتصفحات: بوابة الذكاء الاصطناعي إلى المستخدم
لم تعد المتصفحات مجرد وسيلة للوصول إلى الإنترنت، بل أصبحت منصة مركزية للذكاء الاصطناعي التفاعلي.
من خلال السيطرة على المتصفح، تسعى شركات الذكاء الاصطناعي إلى أن تصبح المساعد الافتراضي الافتراضي للمستخدم، ما يمنحها قدرة أكبر على فهم السلوك، تخصيص التجربة، وتحسين اكتشاف المحتوى على الويب.
امتلاك المتصفح يعني أيضًا الوصول إلى بيانات الاستخدام والسلوك التصفّحي، وهي مورد حيوي لتحسين أداء النماذج الذكية وتقليل الاعتماد على مصادر بيانات خارجية.
أطلس من OpenAI: الذكاء المدمج في تجربة التصفح
أطلقت OpenAI رسميًا متصفحها الجديد ChatGPT Atlas، وهو أول متصفح في العالم مدمج مباشرة مع ChatGPT في نواته الأساسية.
يعمل أطلس كمساعد ذكي داخل المتصفح ذاته، قادر على فهم نية المستخدم وتنفيذ المهام دون الحاجة للنسخ أو الانتقال بين النوافذ، مع الاعتماد على الذاكرة المدمجة لتقديم تجربة شخصية تعتمد على تفاعل المستخدم السابق.
المتصفح متاح حاليًا على نظام macOS لمستخدمي ChatGPT من جميع الفئات: Free، Plus، Pro، وGo، على أن يتم إطلاقه قريبًا لأنظمة Windows، iOS، وAndroid.
كومِت من Perplexity: متصفح المحادثات الذكية
في يوليو 2025، كشفت Perplexity عن متصفحها الجديد Comet، الذي يدمج الذكاء الاصطناعي في كل خطوة من عملية التصفح.
يتيح كومِت للمستخدم تلخيص رسائل البريد الإلكتروني، وقراءة الصفحات، وتنفيذ مهام مثل إرسال المواعيد والتقويمات من خلال واجهة محادثة ذكية.
ويُتاح المتصفح حصريًا لمشتركي خطة Max من Perplexity مقابل 200 دولار شهريًا.
سباق السيطرة على المتصفح الافتراضي
السباق لا يقتصر على التقنيات، بل على من سيصبح المتصفح الافتراضي للمستخدم.
يدفع Comet المستخدمين لجعله المتصفح الافتراضي وتشغيله عند بدء النظام، وهي خطوة تهدف إلى أن يصبح المساعد الذكي الأساسي للمستخدم، ما يمنحه تفوقًا في الحضور والاستخدام اليومي.
في المقابل، تراهن OpenAI على دمج “أطلس” في منظومة ChatGPT الواسعة، لتوحيد تجربة التفاعل بين التصفح، البحث، والذكاء التوليدي ضمن واجهة واحدة.
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة الويب
يأتي هذا السباق في وقت يتغير فيه شكل الإنترنت نفسه، مع تحوّل Google نحو نموذج البحث المعتمد على الذكاء الاصطناعي (Gemini) وتقليص عرض نتائج البحث التقليدية.
في ظل هذا التحوّل، تسعى شركات مثل OpenAI وPerplexity إلى إعادة تعريف تجربة التصفح لتصبح أكثر تفاعلاً وذكاءً، بحيث يعزّز الذكاء الاصطناعي من اكتشاف المحتوى بدل أن يحلّ محلّه.
وبينما يُعيد هذا الاتجاه تشكيل طريقة تفاعل المستخدمين مع الإنترنت، فإن السيطرة على المتصفح قد تحدّد مستقبل مساعدي الذكاء الاصطناعي الشخصية — ومن سيتحدث نيابة عن المستخدم أولاً.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.