fbpx

سمبلكس.. كيف اختارت شركة ناشئة مجال التصنيع بدلا من “التطبيق”

هل تعيد هذه الشركة المصرية الناشئة الثقة في التصنيع المحلي؟
سمبلكس.. كيف اختارت شركة ناشئة مجال التصنيع بدلا من “التطبيق”
نجحت شركة سمبلكس في تصنيع ٧٠٠ ماكينة

“عندما بدأنا عام ٢٠١٣ لم يقتننع أحد بأننا نستطيع صنع ماكينات ثقيلة في مصر” الحديث لمحمد منصور، مهندس، والذي يقول “بل كان البعض يسخر من الفكرة لأنه أمر جديد، كنا فقط نستوردها”.

 منصور هو ريك مؤسس “سمبلكس” Simplex، وهي شركة للحلول الصناعية الذكية، يمتلكها أربعة شباب مصريين، أصحاب خلفية في مجال الهندسة.

يشرح منصور أن الأمر بدأ عندما درسوا السوق ليجدوا أن هناك آلة تستخدم بكميات كبيرة في قطاعات مختلفة، ويتم استيرادها من الخارج بالكامل وهي “سي إن سي” CNC ، والتي تقوم بتنفذ التصميمات سواء “تو دي” أو “ثري دي”، عن طريق رسمها وتقطيعها على الخامات المختلفة، “الماكينة بدأت في أمريكا عام ١٩٥٠، ثم طورتها الصين واليابان، ونحن الآن نقوم بتصنيعها في مصر من الألف للياء، بعد أن طورنا في نظامها ليصبح أسهل في الاستخدام”.

“لدينا ٢٦ طراز من ماكينة “السي إن سي”، والحديث لأحمد شعبان الشريك المؤسس بـ”سمبلكس”، الذي يوضح أن الشركة تقوم بتصنيع ماكينات “السي إن سي روتر” CNC Router التي تقطع الخامات الرقيقة، وماكينات “البلازما” CNC Plasma التي تعمل على الحديد والنحاس والزجاج والخشب، وأخرى طبية تقوم بعمل الأسنان، وأخرى مخصصة لتقطيع الرخام، “الأمر الذي جعلنا حاليا الشركة الأكبر في تصنيع هذا النوع من الآلات، ليس فقط في مصر لكن في الشرق الأوسط”.

“نحن نوفر صيانة وخدمات ما بعد البيع على مدار ٢٤ ساعة من خلال ١٥ مهندس في القاهرة والمحافظات”

أحمد شعبان، شريك مؤسس “سمبلكس”

نشاط الشركة يعد نادرا وسط بيئة ريادة أعمال مزدحمة بشركات تطوير التطبيقات والمتاجر الإلكترونية. يفسر شعبان ذلك بأن هذه المجالات أسرع نموا، وبالتالي تجتذب استثمارات بشكل أسهل، مضيفا: “لكنهم في أوروبا وأمريكا مروا بفترات نهوض صناعي قبل أن يدخلوا عصر فيسبوك وجوجل، أما نحن فلم نمر بهذه المرحلة، فأصبح لدينا فجوة في التصنيع، ونعتمد على الاستيراد بشكل كبير”.

التصنيع في زمن الـ "سوفت وير"

لا يشتهر #الشرق_الأوسط بتصنيع المعدات والماكينات، لكن Simplex CNC تحاول تغيير ذلك. شاهد الشركة المصرية وهي تنافس عمالقة التصنيع حول العالم. #wayaarabi #تصنيع #تكنولوجيا

Posted by ‎WAYA عربي‎ on Sunday, March 31, 2019

فرصة لإحياء الصناعة المصرية

دخول السوق لم يكن أمرا سهلا، بسبب ثقة المصنعين في الماكينات الأوروبية وحتى الصينية، في حين تغيب الثقة في القدرات المحلية بالتصنيع.

يقول شعبان أنه قبل ذلك كان يتم استيراد الماكينات من الخارج، مما يتسبب في عدة مشكلات أولها عدم وجود خدمات الصيانة ما بعد البيع، أو تأخذ وقت طويل، فتسبب أزمة لأصحاب الأعمال، لأن الإنتاج يتوقف لشهور، كما أنه لا يوجد تدريب للعمال على استخدام الماكينات، إضافة إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد، وبحل تلك المشاكل أصبحت ماكيناتنا تنافس بل وتتفوق على نظيراتها المستوردة، “فنحن نوفر صيانة وخدمات ما بعد البيع على مدار ٢٤ ساعة من خلال ١٥ مهندس في القاهرة والمحافظات”، كما أننا نتولى تدريب الفنيين على كيفية استخدمها.

“أعتقد أننا حققنا نموا كبير خلال تلك الأعوام القليلة الماضية، إذ بدأنا بخمسة موظفين في ورشة مساحتها ٥٠ مترا وصنعنا ست ماكينات فقط في العام الأول”

أحمد شعبان، شريك مؤسس “سمبلكس”

تتعاون “سمبلكس” مع شركات مثل “شنيد”ر Schneider Electric و”إتش إس دي” HSD Spindle الإيطالية، لتحقيق معدل جودة وعمر افتراضي يفوق الماكينات الصينية، “أغلب الآلات صينة الصنع عمرها الافتراضي سنة ونصف على الأكثر، إلا أن ماكيناتنا يصل عمرها الافتراضي إلى 7 سنوات، لأننا نستعين بشركات كبيرة في شراء قطع الغيار والمواد الخام لتصنيع الماكينات”.

حققت الشركة إلى الآن ٦ ملايين دولار، من خلال بيع ٧٠٠ ماكينة في مصر و١٢ دول عربية وأفريقية، ويقول شعبان” أعتقد أننا حققنا نموا كبير خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ بدأنا بخمسة موظفين في ورشة مساحتها ٥٠ متر ف وصنعنا ست ماكينات فقط في العام الأول”، والآن صار لدى الشركة مائة موظف بمصنع مساحته ٣٥٠٠ متر، وينتج أكثر من ١٨٠ ماكينة في العام.

“أصبحت سمبلكس معروفة في الصين أنها سبب في تقليل استيراد تلك الماكينات، بمعدل ١٥٠ ماكينة سنويا تقريبا، ثمنهم يتراوح بين ٣ إلا ٤ ملايين دولار، والاحتفاظ بتلك الأموال داخل مصر، مما ساعد في تشغيل عدد أكبر من العمالة” كما يؤكد شعبان.

تسعى “سيمبلكس” إلى تشجيع المشاريع الجديدة ومشاريع التخرج من خلال التمويل والاستثمارات، “أتمنى أن أرى خلال ٥ سنوات مائة مشروع تصنيع في مصر، بدلا من أن تخرج تلك الأموال للخارج”.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.