قبل عام ونصف، بدأ رائد الأعمال أحمد جابر رحلة جديدة حملت الكثير من الطموح والأمل. بعد نجاح تجربته السابقة مع “بوسطة”، إحدى أبرز شركات الخدمات اللوجستية الناشئة في الشرق الأوسط، قرر أن يخوض تحديًا آخر، هذه المرة عبر منصة TradeHub، سوقًا إلكترونيًا عابرًا للحدود يستهدف قطاع الـ B2B.
بداية واعدة
مع نهاية 2023، انطلقت الفكرة، ولم يمر سوى شهران حتى حصلت الشركة على ثقة مستثمرين ضخوا 1.4 مليون دولار في جولة تمويل ما قبل البذرة. كان ذلك مؤشرًا على حماس السوق لفكرة جديدة يقودها مؤسس بخبرة ناجحة سابقة.
لكن بعد شهور من العمل والاختبار، تبيّن أن الفكرة الأولى لا تتوافق مع احتياجات السوق. لم يتردد جابر وشريكه في التحول (Pivot) نحو نموذج آخر: أداة SaaS لأتمتة المبيعات بين الشركات. ومع ذلك، لم يصل الفريق إلى نقطة التقاء حقيقية بين المنتج والسوق (Product-Market Fit).
القرار الصعب
رغم وجود رأس مال متبقٍ، اتخذ الفريق قرارًا شجاعًا: إغلاق الشركة وإعادة الأموال للمستثمرين. بالنسبة للبعض، قد يبدو هذا استسلامًا مبكرًا، لكن جابر يرى الأمر بشكل مختلف:
“معرفة متى تتوقف لا تقل أهمية عن معرفة متى تستمر”.
أحمد جابر، مؤسس TradeHub
فالفكرة الثالثة لم تكن تملك قناعة كافية تستحق المخاطرة بما تبقى من موارد. الاستمرار فقط من أجل التجربة لم يكن قرارًا مسؤولًا في نظر المؤسسين.
الدرس الأهم
تجربة TradeHub أكدت أن التمويل ليس العائق الوحيد أمام رواد الأعمال. الحصول على استثمار قد يبدو بداية النجاح، لكنه في الواقع مجرد وسيلة. التحدي الحقيقي يكمن في فهم السوق، قراءة سلوك العملاء، وتحديد الاحتياجات بدقة. بدون ذلك، يمكن أن يضيع رأس المال مهما كان حجمه.
الفشل جزءًا من النجاح
يقول جابر إن الفشل ليس نقيض النجاح، بل جزء من رحلته. تجربته مع “بوسطة” كانت ناجحة، بينما “TradeHub” انتهت بالإغلاق. كلا التجربتين مختلفتان، لكنهما منحاه دروسًا لا تقل قيمة عن بعضها.
“الفشل يعلّمك كيف تنضج، وكيف تقرأ السوق بواقعية، وكيف تدرك أن النجاح ليس مجرد تمويل، بل التقاء الفكرة مع احتياج حقيقي.”
قصة TradeHub ليست عن فشل شركة، بل عن وعي رائد أعمال بأن السوق لا يرحم الأفكار التي لا تلامس حاجة حقيقية، وأن الشجاعة لا تكمن فقط في الاستمرار، بل أيضًا في اتخاذ القرار الصعب بالتوقف. التمويل قد يفتح الباب، لكن المعرفة العميقة بالسوق والعملاء هي المفتاح الحقيقي للاستمرار.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.