في احتفال عالمي مهيب عند سفح الأهرامات، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير (GEM) — أكبر صرح ثقافي في القارة الأفريقية والعالم العربي — في حدث يوصف بأنه نقطة تحول في مسار الاقتصاد والثقافة المصرية.
يأتي الافتتاح ليجسد رؤية مصر في دمج التراث بالتنمية المستدامة، وتعزيز مكانتها كعاصمة عالمية للحضارة والسياحة الثقافية.
التأثير السياحي
يُتوقع أن يستقبل المتحف المصري الكبير ما بين 5 و8 ملايين زائر سنويًا، مما يجعله واحدًا من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم، إلى جانب الأهرامات وأبو الهول.
هذه القفزة المنتظرة في أعداد الزائرين تأتي ضمن الهدف الاستراتيجي لمصر بمضاعفة عدد السياح إلى 30 مليون سنويًا بحلول عام 2031، وفقًا لتقارير.
الزيادة في أعداد الزائرين ستنعكس على إنفاق السياح في الفنادق والمطاعم ووسائل النقل والتجزئة، خصوصًا في مناطق الجيزة والقاهرة الكبرى، ما يسهم في رفع مساهمة السياحة إلى أكثر من 8.5% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بعام 2024.
خلق فرص العمل
يمثل المتحف المصري الكبير منصة لتوليد آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في قطاعات السياحة والخدمات والأمن والإدارة والترميم الثقافي.
تشير الدراسات الأكاديمية إلى أن المشروع وفّر حتى الآن ما يقرب من:
- 500 وظيفة دائمة داخل المتحف،
- 1,500 وظيفة في القطاعات الخدمية،
- أكثر من 5,800 فرصة عمل في المشروعات المرتبطة بالمتحف.
كما يشمل التأثير الاقتصادي الحرفيين، والمرشدين السياحيين، وسائقي النقل السياحي، والبائعين المحليين، مما يعزز من الدخل الفردي والتنمية المجتمعية في مناطق الجيزة والقاهرة.
دعم الأعمال المحلية والنمو الحضري
يسهم افتتاح المتحف في تنشيط الأسواق الفندقية والعقارية في الجيزة، مع توسع الطلب على الفنادق الراقية والمطاعم والمتاجر.
وقد رافق المشروع استثمارات ضخمة في البنية التحتية، شملت تطوير الطرق ومحور الهرم والمطار السياحي الجديد (مطار سفنكس)، بما يسهم في تسهيل حركة السياحة والاستثمار.
كما أعاد المتحف إحياء الصناعات التقليدية عبر دعم إنتاج نسخ عالية الجودة من القطع الأثرية، لتصبح جزءًا من منظومة اقتصادية مستدامة تجمع بين الثقافة والتجارة.
لا يقتصر تميّز GEM على حجمه ومقتنياته، بل يمتد إلى كونه أول متحف في أفريقيا والشرق الأوسط يحصل على شهادة EDGE المتقدمة من مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، ما يجعله نموذجًا في كفاءة الطاقة والبناء الأخضر.
دبلوماسية ثقافية
يمثل المتحف المصري الكبير أداة لإعادة تقديم مصر للعالم — ليس فقط كموطن للحضارة، بل كدولة حديثة قادرة على تنفيذ مشاريع ثقافية عملاقة بمعايير عالمية.
الاهتمام الإعلامي العالمي والشراكات البحثية الجديدة يعززان صورة مصر كـ مركز للمعرفة والثقافة والبحث العلمي.افتتاح المتحف المصري الكبير لا يُعد مجرد حدث ثقافي، بل استثمار استراتيجي في هوية مصر ومستقبلها الاقتصادي.
إنه مشروع يوحّد بين الماضي المجيد والحاضر الطموح، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الازدهار السياحي والثقافي والاقتصادي.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.