صناعة تنظيم الفعاليات تعد واحدة من أكثر القطاعات تأثرا بوباء كوفيد-١٩. مازال هناك حالة من عدم اليقين فيما يخص مستقبل العمل، فإلى جانب منع التجمعات والفعاليات والاجتماعات، يظل الغموض حول تداعيات هذه الفترة هو التحدي الأكبر.
تحدثنا مع عمر كريستيدس، المؤسس والمدير التنفيذي لقمة عرب نت Arabnet، لمعرفة كيف يبدو المستقبل في المنطقة العربية، وما يجب على الشركات القيام به للبقاء.
يقول كريستيدس: “نرى أن السوق لن يكون جاهزا لأي فعاليات في ٢٠٢٠، حتى لو أنتهى الإغلاق، وعادت حرية السفر والتنقل، سيظل الناس يشعرون بالقلق، ويترددون في حضور الفعاليات، حتى يظهر علاج أو لقاح. لذا ستكون الحفلات والمؤتمرات والاجتماعات والفعاليات الكبيرة هي آخر الصناعات التي تعود. يحتاج منظمو الفعاليات إلى مزيد من الإبداع”.
تتخذ “عرب نت” من بيروت مقرا لها، ما أجبرها على التعامل مع التقلبات السياسية الأخيرة في لبنان، وهو مادفعها إلى التفكير في طرق إبداعية وحلول غير تقليدية. بجانب فعالياتهم في المنطقة العربية، اتجهت عرب نت في شهور ماقبل الوباء إلى إنتاج نت تقارير وأبحاث وبرامج ابتكار للشركات والحكومات، وقد بدأت ذلك.
ما هي تحديات قطاع الفعاليات؟
يقول كريستيدس أن المشكلة الأولي، هي أولويات الشركات والعملاء، فالصناعة لم تعد مربحة، فقد تأثر تمويل ورعاية الفعاليات بشكل كبير. الحكومات والشركات تركز الآن فقط على أعمالها الأساسية، وخفض الإنتاج وتعويض الخسائر. لن تصبح الشركات والعملاء على استعداد لإنفاق نفس الميزانيات على الفعاليات الافتراضية مثل الواقعية، ونتيجة لذلك سيقل عائد الأرباح، والاستثمارات.
ثانيا، المشهد مزدحم الآن. منذ تفشي الوباء، زاد نشر المعرفة بشكل كبير، مثل الجلسات المباشرة وندوات الإنترنت وغيره من المحتوى الأونلاين. الآن أي شخص يرغب بالتفاعل مع عملائه دون الأدوات الشخصية المعتادة، يتوجه إلى الإنترنت. بإمكان أي أحد تنظيم فعالية أونلاين.
ثالثا، الفعاليات الافتراضية ليست مثل الواقعية، إن كنت قد شاركت في أحد الفعاليات على أرض الواقع من قبل، ستعرف أن التعامل المباشر والتشبيك مع الآخرين، أمرا لا يمكن الاستغناء عنه. “لا تسمح التجربة الحالية عبر الإنترنت بالمصادفات، مثل لقاء شخص تعرفه، أو تقديمك لأشخاص جدد، وغيرها. هذا النوع من التشبيك وتطوير العلاقات ليس موجودا” يشرح كريستيدس ببساطة كيف لا تحل الفعاليات الافتراضية محل الحياة الحقيقية.
ماذا ستفعل عرب نت؟
يقول كريستيدس أن عرب نت ستعمل على ابتكار أدوات تحسن من التجربة الافتراضية، وتعوض فقدان التفاعل البشري في جميع القطاعات. لكن السؤال هو، ما مدى سرعة حدوث ذلك؟ في ندوتهم مع جيف هوفمان، تم تحديد ثلاثة استراتيجيات لما يجب أن تفعله الشركات الناشئة خلال تلك الأزمة:
١. إعادة تحديد الأهداف: انظر إلى ما يمكنك فعله بمهاراتك الجديدة.
٢. إعادة تشكيل الأدوات: حدث المهارات الخاصة بك لتقديم خدمات واحتياجات جديدة للعملاء.
٣. إعادة التوظيف: إذا لم تتمكن من توظيف فريقك بأكمله، أنظر إلى الفرص الأخرى التي يمكن من خلالها إعادة تحديد المهام الوظيفية لهم.
بالنسبة لعرب نت، فإن إعادة تحديد الأهداف هو محور الاهتمام الآن. “قد تغير نموذج الفعاليات لدينا، لكن كفاءتنا لم تتغير. المعرفة، والعلاقات، والوصول إلى صناع القرار والمبدعين، والتشبيك والتواصل بين الناس، أصبح أكثر قيمة من قبل” الحديث لعمر.
يعمل عرب نت حاليا على مساعدة الناس والشركات الكبيرة لتحويل نماذج أعمالهم وتجاربهم إلى الديجيتال، وزيادة المهارات، وإعادة تأهيل عدد كبير من الشباب لتلبية تلك الاحتياجات.
بخبرته الكبيرة في مجال ريادة الأعمال، يرى كريستيدس أن المشهد الحالي مازال به العديد من فرص النمو. بالنسبة للمستثمرين، هم بالفعل يعملون على إعادة توجيه أموالهم، وتشكل الصحة والتعليم الإلكتروني والتجارة الإلكترونية والفنون والترفيه أكثر القطاعات جذبا للاستثمار. ويتوقع كريستيدس توجه المستثمرين التقليدين إلى التكنولوجيا، أما لرواد الأعمال، لا تنظر فقط على التأثير الحالي على الصناعات الكبيرة، لكن أيضا على التأثير على الصناعات الأخرى والفرص المتاحة.
الوضع الطبيعي الجديد لمنظمي الفعاليات سيكون تحديا. عليهم جميعا أن ينظروا إلى كافة جوانب تجاربهم، ويعيدوا التفكير في كيفية استمرارهم في تقديم قيمة في شكل مختلف عن الفعاليات. على سبيل المثال، إن كان النشاط عبارة عن منافسة، كيف يمكنك توفير فرص الاستثمار لتلك الشركات الناشئة؟ لا يكفي التوجه إلى الديجيتال، يجب عليك الابتكار وتجديد نفسك.
خطر تنظيم الفعاليات على أرض الواقع سيكون كبيرا بالنسبة لمعظم المنظمات في الوضع الحالي. أولئك الذين لا يعيدون تجديد أنفسهم والابتكار، لن يستمروا في البقاء.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.
