سجلت المملكة العربية السعودية أداءً قياسيًا في سوق الاستثمار الجريء خلال النصف الأول من عام 2025، بحجم استثمارات بلغ 860 مليون دولار عبر 114 صفقة، مسجلة نموًا سنويًا بنسبة 116% في قيمة الاستثمارات و31% في عدد الصفقات، بحسب تقرير حديث صادر عن SVC وMAGNiTT.

واستحوذت السعودية على 56% من إجمالي قيمة الاستثمارات الجريئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لترسخ مكانتها كأكبر سوق للاستثمار الجريء بالمنطقة للنصف الثالث على التوالي، متقدمة بفارق كبير عن الإمارات ومصر.

صفقات ضخمة تقود السوق

جاءت صفقات نينجا (250 مليون دولار) وتابي (160 مليون دولار) في مقدمة الاستثمارات، لتدفع قطاعي التجارة الإلكترونية/التجزئة والتقنية المالية إلى صدارة القطاعات المستثمرة، حيث سجل قطاع التقنية المالية نموًا مذهلًا بنسبة 275% سنويًا، حتى بعد استبعاد صفقة تابي، إذ بلغ النمو 55%.

كما شهدت القطاعات الناشئة نموًا لافتًا، أبرزها قطاع الاستدامة بصفقة بتروآب (50 مليون دولار)، إلى جانب قفزات كبيرة في قطاع التعليم التقني وبرمجيات الشركات.

موجة توسع في مراحل ما قبل الاكتتاب

أظهر التقرير أن 89% من صفقات الاستثمار كانت في المراحل المبكرة، وهي النسبة الأعلى بين أسواق المنطقة، بينما تراجعت حصة استثمارات مرحلتي السلسلة A وB إلى 10% فقط من إجمالي الصفقات.

تخارجات الشركات الناشئة تتسارع

ارتفعت عمليات الاندماج والاستحواذ بمقدار 3.5 ضعف مقارنة بالنصف الأول من 2024، لتسجل 7 صفقات تخارج تقودها شركات سعودية، في مؤشر على نضج المنظومة وظهور مسارات تخارج مجدية وجاذبة للمستثمرين المحليين والعالميين.

زخم تشريعي ومبادرات داعمة

عزت SVC وريادة فينتشرز وMEVP و500 Global في تصريحاتهم بالتقرير هذا النمو إلى رؤية 2030 ومبادرات الحكومة السعودية، التي خلقت بيئة تنظيمية مرنة وداعمة للابتكار، وجعلت المملكة مقصدًا أساسيًا للشركات الناشئة والمستثمرين العالميين، خصوصًا في مجالات التقنية المالية والذكاء الاصطناعي وبرمجيات المؤسسات.