fbpx

“ترامب يعود إلى الخليج”: يُخطط لقنص صفقات بتريليون دولار

“ترامب يعود إلى الخليج”: يُخطط لقنص صفقات بتريليون دولار
المصدر: Getty

بدأت زيارة الرئيس الأمريكي ترامب لمنطقة الخليج، وسط أنباء عن خطط لعقد صفقات تجارية كبرى تصل قيمتها إلى تريليون دولار، وذلك وسط مشهد سياسي ضبابي مع استمرار الصراع العسكري بين إسرائيل وحماس، وجمود المفاوضات النووية مع إيران، فضلًًا عن ازدياد حدة الأزمة العسكرية بين أمريكا والحوثيين، ومخاوف من اتساع حدة الصراع في المنطقة، ولكن ربما ما خفف من حدة تلك الأزمات وهو قيام حماس بتسليم الرهينة الإسرائيلي الأمريكي “عيدان الكسندر” قبل الزيارة بيوم واحد فقط، وإعلان ترامب وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين، بالإضافة إلى التفاهم التجاري الذي حدث مؤخرًا – قبل الزيارة مباشرة – بين الولايات المتحدة والصين، وهو ربما ما قلل بدوره من وتيرة الهبوط العالمي في أسواق المال العالمية، لتتحول الأسهم من اللون الأحمر إلى الأخضر.

جولة خليجية

غادر الرئيس الأمريكي “ترامب” إلى الخليج، اليوم، ويهدف إلى العودة إلى وطنه بصفقات وتعهدات استثمارية بقيمة تريليون دولار، 

نقل موقع “اكسيوس” أنه تدور رحلة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة حول المال بشكل أساسي. وصرح مسؤول عربي: “أجندته الإقليمية هي الأعمال، الأعمال، الأعمال”.

تعهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة مباشرة بعد تولي ترامب منصبه.

“في المرة الأخيرة، ضخوا 450 مليار دولار”. لكن هذه المرة ازدادوا ثراءً. جميعنا أصبحنا أكبر سنًا. لذلك قلتُ: “سأرحل إذا دفعتم تريليون دولار للشركات الأمريكية على مدى أربع سنوات”، ووافقوا على ذلك.

“ترامب”، للصحفيين في المكتب البيضاوي، في مارس الماضي

ستشمل الصفقات الموقعة في السعودية مبيعات عسكرية لا تقل عن 100 مليار دولار، بالإضافة إلى صفقات ضخمة في مجال الطاقة والمعادن.

باختصار، من المتوقع أن يعلن القطريون أيضًا عن صفقات واستثمارات بقيمة 200-300 مليار دولار، بما في ذلك صفقة طائرات تجارية ضخمة مع بوينغ، وصفقة بقيمة ملياري دولار لشراء طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، وفقًا لمصدر مطلع على الأمر.

يدرس القطريون أيضًا تقديم هدية لترامب: طائرة جامبو 747 لتستخدم مؤقتًا كطائرة رئاسية. وتناقش وزارة الدفاع القطرية والبنتاغون هذه القضية، التي تخضع أيضًا للمراجعة القانونية. وكتب ترامب على صفحته على موقع “تروث سوشيال” أنها ستكون “هدية مجانية”.

وقد أعلنت الإمارات العربية المتحدة بالفعل  أنها ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل. 

الذكاء الاصطناعي حاضر في الزيارة

الذكاء الاصطناعي هو الموضوع الآخر الذي سيهيمن على جدول أعمال زيارة السيد ترامب. من المتوقع أن تركز المحادثات على جذب استثمارات خليجية أكبر إلى شركات التكنولوجيا الأمريكية، وتعزيز وصول المنطقة إلى أشباه الموصلات الأمريكية المتطورة.

تستثمر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مليارات الدولارات في قطاعي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في محاولتهما تنويع اقتصاداتهما بعيدًا عن النفط. ويحرص الإماراتيون، على وجه الخصوص، على ترسيخ مكانتهم كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي.

في الأسبوع الماضي، ألغت إدارة ترامب لوائح الرقائق التي وضعتها إدارة بايدن والتي فرضت قيودًا على صادرات الرقائق الأمريكية المتقدمة إلى أكثر من 120 دولة، بما في ذلك دول الخليج. 

في تصريحات نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” قال دينيس ب. روس، المفاوض المخضرم في عملية السلام في الشرق الأوسط، الذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “إن زيارة الشرق الأوسط الآن تتعلق بالاقتصاد أكثر منها بالاستراتيجية”. وأضاف: “من الواضح أنه يُحب هذه الرحلات التي تُعلن عن صفقات كبيرة، لأن هذا هو شغله الشاغل. ينصب تركيزه وأولوياته بشكل أكبر على الجانب الاقتصادي والمالي للأمور”.

مواجهة النفوذ الصيني في الخليج

تدير المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر أصولًا بقيمة تريليونات الدولارات حول العالم، وقد أصبحت بشكل متزايد قوى دبلوماسية ومالية يُحسب لها حساب. لكن سياساتها الخارجية انحرفت عن السياسة الأمريكية في السنوات الأخيرة. أقامت الدول الثلاث علاقات وثيقة مع الصين وروسيا وإيران، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، التي لا تزال حليفها الدفاعي الذي لا غنى عنه، وتدير قواعد عسكرية على أراضيها.

جولة 2017

في مايو 2017، قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأول زيارة خارجية له منذ توليه الرئاسة، وكانت وجهته الأولى المملكة العربية السعودية، وهو ما حمل دلالة رمزية كبيرة على أهمية العلاقات الأميركية-الخليجية. جاءت الزيارة في سياق توتر إقليمي وتصاعد للنفوذ الإيراني، بالإضافة إلى التغير في توجه السياسة الأميركية مقارنة بإدارة أوباما.

وقتها التقى ترامب بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وناقشا قضايا سياسية واقتصادية وأمنية. تم توقيع اتفاقيات دفاعية وتجارية ضخمة، أبرزها صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، بالإضافة إلى اتفاقيات استثمارية في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

ترتكز الزيارة بحسب – ما هو مُعلن عنها – على المال والتكنولوجيا لا الاستراتيجية والأمن، وهي رسالة مزدوجة: أمريكا تريد المال، والخليج يريد الحماية والتكنولوجيا، وبعقلية “ترامب” التي تتمحور حول الجانب الاقتصادي والصفقات التجارية، ربما من المُستبعد أن تطغى على أجندته التحولات الجيوسياسية في المنطقة، أو على الأقل ستكون جزءًا منها على عكس إدارة سابقه “بايدن”، ولكن على الرغم من تلك “الصفقات التريليونية” المُخطط لها سيواجه الرئيس الأمريكي وإدارته اختبارات كبيرة، خصوصًا في ظل انقسام داخلي أمريكي، والتقلبات في التحالفات الإقليمية، وعدم وضوح مستقبل ترامب السياسي في ظل أزماته الداخلية والخارجية المستمرة.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.