- شهدت أسعار القهوة ارتفاعًا حادًا خلال الأشهر الأخيرة، إذ قفزت أسعار بن الأرابيكا — المنتج أساسًا في البرازيل — بنسبة تقترب من 40% منذ أغسطس الماضي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2020.
- فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية 50% على واردات القهوة من البرازيل، أكبر منتج عالمي للبن، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق الأمريكية والعالمية بشكل مباشر.
- تعاني مناطق إنتاج البن في البرازيل من موجات جفاف غير مسبوقة، حيث انخفضت معدلات الأمطار إلى 70% فقط من المتوسط الطبيعي، وهو ما أثر على المحاصيل وجودتها.
- الدراسات تتوقع أن نصف مناطق زراعة البن الحالية ستصبح غير صالحة للإنتاج بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.
ارتفاع تاريخي في أسعار البن
تشهد الأسواق العالمية موجة جديدة من ارتفاع أسعار القهوة، مدفوعة بعوامل متشابكة تجمع بين السياسات التجارية والمخاطر المناخية. فمنذ أغسطس الماضي، قفزت الأسعار المستقبلية لبن الأرابيكا — وهو النوع الأكثر تداولًا ويُزرع أساسًا في البرازيل — بنحو 40% لتقترب من مستويات قياسية جديدة.
ويرجع هذا الارتفاع الحاد إلى فرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 50% على واردات القهوة من البرازيل في يوليو الماضي، وهي خطوة أثّرت بشكل مباشر على الأسعار في الأسواق الأمريكية والعالمية، نظرًا لأن البرازيل تُعد أكبر منتج للبن في العالم، مسؤولة عن نحو 40% من إجمالي الإنتاج العالمي.
تغير المناخ يهدد نصف مناطق الزراعة
ورغم أن التوترات التجارية لعبت دورًا واضحًا في موجة الارتفاع الأخيرة، فإن الخبراء يؤكدون أن تغير المناخ يمثل العامل الأكثر خطورة على المدى الطويل.
فمناطق إنتاج القهوة في البرازيل — خصوصًا ولاية “ميناس جيرايس” — تعاني من جفاف غير مسبوق، حيث سجلت معدلات أمطار تقل عن 70% من المتوسط المعتاد خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما انعكس على جودة المحاصيل وكمياتها.
تشير الدراسات إلى أنه بحلول عام 2050، لن تكون سوى نصف مناطق زراعة البن الحالية صالحة للإنتاج، ما يعني استمرار الضغط على المعروض العالمي وارتفاع الأسعار على المستهلكين.
جهود علمية لمواجهة الأزمة
تتحرك الدول المنتجة للبن، وعلى رأسها البرازيل وأوغندا، نحو تطوير استراتيجيات جديدة للتكيف مع التغير المناخي، عبر تحديد مناطق جديدة للزراعة تتمتع بمناخ أكثر اعتدالًا، واستحداث أنواع نباتية أكثر مقاومة للجفاف والحرارة.
كما تعمل شركات القهوة الكبرى على الاستثمار في تقنيات ري حديثة وأساليب إنتاج مستدامة، بهدف تأمين سلاسل التوريد في المستقبل.
لكن هذه الحلول، وفق محللين، ستضيف تكاليف إضافية إلى عملية الإنتاج، ما يعني أن أسعار القهوة قد تظل مرتفعة حتى مع تحسّن الظروف التجارية.
توقعات الأسواق
ويتوقع خبراء في شبكة الخدمات المالية “StoneX” أن تتوازن السوق تدريجيًا خلال العام المقبل، ليس نتيجة زيادة الإنتاج، بل بسبب تراجع الطلب مع استمرار الأسعار المرتفعة.
وفي حال نجحت المفاوضات الجارية بين واشنطن والبرازيل لإلغاء التعريفات الجمركية، قد تشهد الأسعار انخفاضًا مؤقتًا، لكن الاتجاه العام يظل صعوديًا على المدى الطويل.
في فنجان القهوة… مزيج من السياسة والمناخ
ما يحدث في سوق القهوة اليوم يوضح كيف تتقاطع القرارات الاقتصادية والسياسات المناخية في التأثير على أبسط تفاصيل الحياة اليومية.
فكل ارتفاع في درجة الحرارة أو قرار تجاري جديد في واشنطن أو برازيليا، ينعكس في النهاية على سعر فنجان القهوة الذي يبدأ به الملايين يومهم حول العالم.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.