· “باهر”: في عام ٢٠٢٦ سنفتح الباب للتقديم على إسناد نطاقات جديدة
· المدير الإقليمي لـ “ICANN“: أصدرنا سياسة فض النزاع، في حال حدوث خلاف على دومين معين،
· “باهر عصمت”: السيطرة من جانب المؤسسات الكبرى على شبكة الإنترنت موجودة بالفعل
أصبحت شبكة الإنترنت جزء أساسي من حياة معظم البشر على كوكب الأرض، بل تحولت لمصدر رئيسي للدخل والاستثمارات وتنمية اقتصاديات بلدان بأكملها، وتوفير فرص عمل وظروف معيشية أفضل لملايين من البشر، حتى أنه وقت جائحة “كوفيد –”١٩ تحولت الحياة للواقع الافتراضي بصورة شبه كاملة، ومن ذلك المنطلق أصبح توفير بيئة آمنة ومستقرة مُنظمة على شبكة الإنترنت مع الحفاظ على قابليتها للتشغيل، أمر حيوي للغاية، لذلك ظهرت عددًا من المنظمات الغير ربحية المهتمة بذلك الأمر مثل مؤسسة ICANN، التي تأسست عام ١٩٩٨ كمؤسسة غير هادفة للربح، تضم مشاركين من كافة أنحاء العالم يعملون باستمرار لضمان تنظيم توزيع مجالات العناوين في بروتوكول الإنترنت، تخصيص معرَفات البروتوكول، وإدارة نظام سجلات المواقع العامة، بالإضافة إلى تولي مسؤولية وظائف إدارة نظام الخوادم المركزية.
على الرغم من مهمتها بالغة التأثير والأهمية على شبكة الإنترنت، والتي توفر خدماتها للعديد من الشركات والمؤسسات وأيضًا المنازل عبر مختلف أنحاء العالم إلا أن هناك البعض لا يعرفونها وربما يجهلون دورها في تنظيم العديد من الأمور التقنية على الشبكة العنكبوتية.
وخلال زيارة “باهر عصمت”، مدير إدارة المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المُخصصة(ICANN) لمقر “واية” واجتماعه بفريق عملها، كان لنا معه هذا الحوار الصحفي المشوق.
يقول “باهر” أطلقت مؤسسة الانترنت للأسماء والأرقام المخصصة ICANN مؤخرًا حملة عالمية واسعة النطاق، تتمحور حول مفهوم القبول العالمي، حيث تهدف إلى تعزيز شمولية الإنترنت من خلال ضمان قبول جميع أسماء النطاقات في جميع التطبيقات والأجهزة والأنظمة التي تدعم الإنترنت بغض النظر عن النص أو اللغة أو طول الأحرف، ويشمل ذلك النطاقات باللغة العربية، مما سيساعد على تعزيز الشمولية والتنوع في عالم الإنترنت، والتأكد من أن المرحلة التالية من تطوير شبكة الإنترنت ستركز على منح الأولوية للغات الأخرى مثل اللغة العربية.
قبول عالمي
يضيف: “نظام إسناد النطاقات ومعظم الأنظمة الرئيسية على الإنترنت باللغة الإنجليزية، ثم مع انتشار المحتوى المتنوع عبر الشبكة، بدأنا في عام ٢٠٠٩ تقديم أسماء النطاقات بلغات مختلفة، ثم أضفنا أسماء الدول للنطاقات بعدة لغات، ونعمل الآن على حل مشكلة عدم التعامل التقني لأسماء النطاقات بلغات أخرى غير الإنجليزية وهو ما يُطلق عليه “القبول العالمي، وفي عام ٢٠٢٦ سنفتح الباب للتقديم على إسناد نطاقات جديدة، ولذلك نعمل بكافة مجهوداتنا لتسريع تلك المعضلة لتكون تلك النطاقات قابلة للتفعيل التقني على كافة المنصات والتطبيقات، وأؤكد أنه لا يوجد زر نستطيع الضغط عليه لتقبل جميع التطبيقات أسماء النطاقات بكافة اللغات”.
النطاقات ورواد الأعمال
عن كيفية اختيار رواد الأعمال لأسماء النطاقات التي تناسب أعمالهم، يقول إن عملية اختيار الدومين الآن أسهل من عشر سنوات ماضية، فهناك العديد من الخيارات أصبحت متاحة، وهناك الكثير من الاختيارات التي يختار منها رائد الأعمال الأنسب لمجال عمله مثلًا media. أو .music وكل شخص يختار الأنسب لأنشطته ومجال تخصصه.
وينصح “باهر” الرواد باختيار دومين سهل وقصير ويمثل مجال العمل، والجمهور المستهدف، واللغة التي تناسب عملائه وموقعهم الجغرافي.
وعن التسجيل الرسمي للنطاقات والمشاكل والخلافات التي تظهر حول ذلك الأمر يقول: “ذلك الموضوع هام للغاية، ويندرج تحت بند حماية الملكية الفكرية، ويجب أن نفرق بين تسجيل الدومين تحت اسم الدولة، والشق الثاني تسجيل النطاقات تحت اسم الشركات الوسيطة، فالأولى تقرها الدولة وليس لنا تدخل في تلك الحالة، أما الشق الثاني فهو مسؤوليتنا لذلك تعاوننا مع المؤسسة الدولية للملكية الفكرية، كما أصدرنا سياسة فض النزاع، في حال حدوث خلاف على دومين معين، يقوم الطرفان أو أي منهما بتقديم ملف وطلب بخصوص الدومين، لنرسل للشركة المسجل باسمها الدومين لتحكم جهة فض النزاع التي حصلت على ترخيص من ICANN وتحسم الأمر.”
لذلك أنصح من يقوم بعملية تسجيل دومين أن يقوم بحفظ بيانات الدومين ورقمه السري معه فقط، تجنبًا لأي خلافات قد تحدث مع المتداول فيما بينهم تلك المعلومات الهامة.
التحول الرقمي وسيطرة الشركات الكبرى
وعن الانتشار العالمي للاقتصاد الرقمي يوضح أنه خلال السنوات الأخيرة تسارعت وتيرة التحول الرقمي، وهنا يجب أن نشير إلى أن المستخدم يبحث عن الخدمات عبر الإنترنت، وهناك العديد من الجهات التي لها دور في نشر استخدام التكنولوجيا، إذا أدارت تلك الجهات أدوارها المنوطة بها بشكل مضبوط فإن التحول الرقمي سيسير في طريقه الصحيح… ولكن في ذات الوقت لا يحب أن نغفل أن هناك تحديات كبيرة في ذلك الأمر.
دعا “باهر” رواد الأعمال لإنشاء مواقع إلكترونية لأعمالهم وعدم الاكتفاء بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي فقط، لأن موقع الويب سيضيف مصداقية وفاعلية للأعمال، فضلًا عن أنه يوضح معلومات واضحة عن نشاط الأعمال.
أكد “باهر” على أن تلك النقطة تقودنا لتطوير صناعة أسماء النطاقات في المنطقة التي مازالت ناشئة، وإذا أردنا تطويرها فينبغي العمل على أن تحل الشركات المحلية محل الدولية، وهو ما سيقلل التكلفة التي يتحملها رائد الأعمال والمستخدم، الذي يضطر للتعامل بعملات أجنبية ويتحمل تكاليف ربما لا تناسبه في حال التعامل مع الشركات الدولية.
ينهي “باهر” حديثه عن احتكار الشركات الكبرى للإنترنت وخدماته الرئيسية موضحًا إن ICANN ليس لها علاقة بذلك الأمر… ولكن تلك السيطرة من جانب المؤسسات الكبرى موجودة بالفعل، وهناك تمركز واقعي لكثير من الأمور تحت أيديهم ولكننا ندعو للتنافسية، وتلك أحد الأسباب التي أنشئت المؤسسة من أجلها.
يشار إلى أنه وقع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري مذكرة تعاون مع ICANN خلال نوفمبر الماضي، بهدف تعزيز مرونة وسرعة الإنترنت في مصر وإفريقيا من خلال تقليل الاعتماد على الخوادم والشبكات في الخارج، وهو ما سيساعد بدوره في تطوير البنية التحتية للخدمات التكنولوجية في البلاد.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.