تتمتع النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بخصوصية تنبع من ثقتهن في أنفسهن وقدراتهن، بالنظر إلى التحديات والعقبات التي تواجه العديد منهن في المنطقة، ويظهر ذلك جليًا في المجال الاقتصادي، حيث تسعى النساء إلى الحصول على فرص متساوية ودعم كافٍ لتمكينهن في هذا الصدد، وفي اليوم العالمي للمرأة نستعرض وضع رائدات الأعمال في الشرق الأوسط، ما بين أبرز التحديات، والفرص.
أبرز التحديات
تظهر العديد من التحديات في مجال ريادة الأعمال بشكل خاص، فعلى الرغم من التطور الملحوظ في منطقة الشرق الأوسط اقتصاديًا، إلا أن النساء مازالت تعاني من عدم تكافؤ الفرص، فوفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العام ٢٠٢٠، ما تزال دول المنطقة العربية وشمال إفريقيا تحظى بمستوى متدنٍ فيما يتعلق بالمشاركة الاقتصادية للنساء، والفروق ما بين الجنسين. بالطبع يختلف ترتيب الدول و وضعها، فمثلًا نجد أن الفروق بين الجنسين في مجال المشاركة الاقتصادية في دول مثل: الكويت وقطر والإمارات المتحدة ومصر أقل منها في اليمن وسوريا والعراق.
يرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى الإجراءات المتبعة في هذه الدول مؤخرًا، بقصد إتاحة الفرص للجنسين في المجال الاقتصادي، بالإضافة إلى الدوافع القوية لدى رائدات الأعمال للمشاركة في مجالات المشروعات الناشئة، فنلاحظ أن نسبة مشاركة المرأة في المراحل الأولية للمشروعات الناشئة تفوق بكثير نسبة الرجال في دول مثل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، كما تختلف الدوافع أيضًا فيما بينهم، فبينما يرغب أغلب الرجال في البدء بمشروعات خاصة لتحقيق ثروة، تتضمن الدوافع لدى نسبة كبيرة من النساء الرغبة في تحقيق تغيير اجتماعي بشكل أو بآخر، وذلك وفقًا لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام ٢٠١٩.
أثرت جائحة كورونا على العديد من رائدات الأعمال في المنطقة، إذ أظهرت الأبحاث أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تديرها نساء، قد تأثرت بشكل أكبر من غيرها، جراء الإجراءات التي اتبعتها حكومات الدول في مواجهة الجائحة، وذلك وفقًا لتقرير مبادرة تمويل رائدات الأعمال We-Fi.
مشاركة النساء في سوق العمل العربي
تؤثر نسبة مشاركة النساء في سوق العمل في المنطقة العربية وشمال إفريقيا على زيادة مشاركتهم في مجال ريادة الأعمال، فقد توصلت بعض الأبحاث إلى أن نسبة من النساء ترغبن في البدء بإدارة مشروعات خاصة، من أجل الشعور بأمان وظيفي، بما يشكل انعكاسًا للواقع المعاش على دوافع هذه النساء، حيث أن نسبة مشاركة النساء في سوق العمل في العديد من دول المنطقة تنخفض بشكل كبير يصل في بعض الأحيان إلى نسبة ١٦% من إجمالي العمالة، وذلك وفقًا لتقرير المنتدى الإقتصادي العالمي لعام ٢٠١٩-٢٠٢٠.
رغم ذلك، تشجع بيئة العمل الريادي في بعض الدول مثل الإمارات والكويت ومصر، العديد من رائدات الأعمال على بدء مشاريعهن، سواء من خلال مؤسسات الاحتضان لهذا النوع من المشروعات، أو من خلال التشريعات الميسرة للعملية ككل، فبالرغم من إحصائيات المنتدى الاقتصادي العالمي التي تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد حققت تطور بنسبة ٦١.١% فيما يتعلق بتقليص الفجوة بين الجنسين في مجالات التمكين الاقتصادي والمشاركة السياسية، وهي النسبة الأقل بين الأقاليم المختلفة في العالم، لكنه ما يزال تقدماً يمكن أن نعول عليه، لإحداث تغييرًا في مستقبل المشاركة النسائية في المجالات المختلفة عمومًا، وريادة الأعمال بشكل خاص.
تحقق النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إنجازات لا يستهان بها، فقد تضمنت قائمة أقوى سيدات أعمال في منطقة الشرق الأوسط وفقًا لتقرير فوربس لعام ٢٠٢٠، العديد من النماذج النسائية الملهمة في العديد من المجالات ومن مختلف دول المنطقة، وهذه النماذج تشجع صغار رائدات الأعمال على التحلي بالثقة والشجاعة، فمستقبل التغيير الحقيقي يبدأ بهن.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.