وسط التوترات الاقتصادية العالمية ومساعي إعادة صياغة التوازن التجاري، برزت احتمالية مثيرة للجدل بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد يتخذ خطوة غير تقليدية عبر إعلان حالة طوارئ اقتصادية وطنية. تهدف هذه الخطوة إلى تمكين الإدارة من فرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات. مستندة إلى قوانين تمنح الرئيس سلطات استثنائية أثناء حالات الطوارئ. يبرر ترامب هذه الاستراتيجية برغبته في تعزيز الصناعة المحلية وتحقيق توازن أفضل في التجارة الدولية. وهو ما أثار انقسامات حادة بين مؤيديه ومعارضيه، وسط توقعات بتداعيات كبيرة على الاقتصادين الأمريكي والعالمي.
إعادة صياغة ميزان التجارة العالمية
وفقًا لأربعة مصادر مطلعة تحدثت لشبكة CNN، يدرس الرئيس المنتخب دونالد ترامب إمكانية إعلان حالة طوارئ اقتصادية وطنية. ما سيوفر الأساس القانوني لفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على كل من الحلفاء والخصوم. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي ترامب لإعادة صياغة ميزان التجارة العالمية خلال ولايته الثانية.
يمكن لهذا الإعلان أن يمنح ترامب القدرة على تطبيق برنامج تعريفات جديد استنادًا إلى قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية المعروف بـ”IEEPA”. والذي يمنح الرئيس سلطة واسعة لإدارة الواردات أثناء حالة الطوارئ الوطنية. ووفقًا لأحد المصادر، يُفضل ترامب هذا القانون لأنه يتيح مرونة كبيرة دون الحاجة إلى إثبات أن التعريفات ضرورية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
أحد المصادر الأخرى وصف النقاشات المتعلقة بإعلان حالة الطوارئ الوطنية بأنها جادة. مؤكداً أنه “لا شيء مستبعد”، في حين لم يقدم فريق ترامب الانتقالي تعليقًا على هذه التقارير.
حتى الآن، لم يتخذ قرار نهائي بشأن إعلان حالة الطوارئ الوطنية، وفقًا للمصادر. حيث يواصل فريق ترامب دراسة خيارات قانونية أخرى لدعم سياساته التجارية. وأكدت كيلي آن شو، محامية تجارية عملت سابقًا مع ترامب، أن الرئيس يمتلك سلطات واسعة لفرض التعريفات، مشيرة إلى أن قانون “IEEPA” يعد من الخيارات المحتملة.
رسوم على الواردات
إلى جانب ذلك، يفكر مستشارو ترامب في استخدام قوانين أخرى مثل المادة 338 من قانون التجارة الأمريكي، التي تمنح الرئيس صلاحيات لفرض تعريفات على الدول التي تميز ضد التجارة الأمريكية. كما يدرسون العودة إلى المادة 301 التي استخدمت سابقًا لتبرير التعريفات الجمركية على الصين، رغم أنها تتطلب تحقيقات حكومية قد تستغرق وقتًا طويلًا.
وفي حال اختار ترامب إعلان حالة الطوارئ الوطنية، فإن تفاصيل الأدلة التي سيستند إليها لا تزال غامضة. لكنه أعرب مؤخرًا عن تفاؤله بآفاق الاقتصاد الأمريكي، مشيرًا إلى أن البلاد “تتحرك بالفعل بوتيرة قوية”. من جهة أخرى، يؤكد مؤيدو التعريفات الجمركية أنها ضرورية لدعم التصنيع المحلي وتعزيز الأمن القومي، وفقًا لتصريحات نيك ياكوفيلا، نائب رئيس التحالف من أجل أمريكا المزدهرة.
في سياق مشابه، سبق أن استخدم ترامب في عام 2019 قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية. وذلك لتهديد المكسيك بفرض تعريفات جمركية تصاعدية على الواردات، في محاولة للضغط عليها لاتخاذ خطوات للحد من الهجرة غير الشرعية. وعلى الرغم من التوصل لاتفاق آنذاك لتجنب تنفيذ التعريفات، أثارت هذه الخطوة ردود فعل قوية من جماعات الضغط التجارية التي استعدت لمقاضاة القرار.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.