في الكويت، يخصص ١٨٠ مليون متر مربع لإدارة النفايات العضوية، والتي عند ضغطها تتسبب في تسرب غاز الميثان، الذي يمثل خطرًا على البيئة ٢٨ مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون، وفقا لمريم العيسى مؤسسة “ريفود” Refood، والتي تقول أن الأمر بدأ لمحاولة حل مشكلة النفايات العضوية في الكويت، وفي الوقت نفسه الاستفادة من الطعام المهدر في عمل خيري.
يهدر سنويا في دولة الكويت فقط مليون طن من الطعام، فتذهب لمكب لنفايات ومازالت صالحة للاستخدام، والتي تكون فائضة عن حاجة سواء الأشخاص أو الشركات، الأمر الذي دفع العيسى لتوجيه برامج مشروعها “ريفود” للحفاظ على تلك الكميات الكبيرة من الطعام وتوجيهها للعائلات لمحتاجة.
وبسبب قلة المبادرات من تلك النوع في الكويت، لجأت العيسى وفريق من المتطوعين إلى البحث في دول أخرى عن تجارب مشابهة لمعرفة الطريقة الأمثل للحفاظ على الطعام من الهدر، بدون تكلفة عالية في إدارة تلك العملية، فذهبت لزيارة بنك الطعام السعودي وبنوك الطعام في أمريكا للإطلاع على طريقتهم في عملية حفظ الطعام وإعادة توزيعه على الأسرة المستحقة.
قررت العيسى في البدأ بأكثر الأماكن هدرًا للطعام، وهي أماكن بيع السلع الغذائية، بعد أن وجدت أن تلك المنتجات عندما تعرض للجمهور يكون لها تاريخ صلاحية محدد، وقبل انتهاء تلك الفترة بوقت كبير يتم أخذها من المتاجر وبيعها في سوق الجملة أو إلقائها في مكب النفايات، وتشرح العيسى أنه بالإتفاق مع الشركات أصبحت تلك الكميات من الطعام تحول للمخازن الخاصة بري فود لفرزها والتأكد من صلاحيتها وجودتها قبل توزيعها على الأسر المستفيدة.
وعلى الجانب الأخر تسجل الأسر المحتاجة نفسها في المشروع ليتم التدقيق للتأكد من حالتها الإقتصادية والإجتماعية، ليسمح لها بعد ذلك بتلقى سلال الغذاء ثلات مرات أسبوعيا.
“تشعر أنها جزء ولو بسيط من تجربة كبيرة ومؤثرة بشكل مباشر في حياة البعض”
حفصة كندري، متطوعة بـ”ريفو”
وقدم المشروع الذي انطلق عام ٢٠١٤ الطعام لأكثر من ١٣٠٠ أسرة، ووفر أكثر من ٣.٥ مليون دولار من تكلفة الطعام المهدر من خلال ٢٠٠٠ متطوع من الشباب الكويتي من أعمار مختلفة.
وتقول حفصة كندري إحدى متطوعة بالمشروع أنها من كثرة التعامل مع المستفدين أصبحت تعرفهم جيدا ويعرفونها، مما يضفي شىء من الراحة والاستمتاع في التعامل بينهم، بخلاف أنها عندما تجد أشخاص يستفدون منالأطعمة بدلا من هدرها “تشعر أنها جزء ولو بسيط من تجربة كبيرة ومؤثرة بشكل مباشر في حياة البعض”، مما يدفعها أكثر لإكمال ما بدأته، ودعوة عدد أكبر من الناس لخوض تجربة التطوع.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.