شهد مصطلح العلامة التجارية لصاحب العمل Employer Brand، انتشارا واسعا في الفترات الأخيرة، خاصة عقب جائحة كورونا، في هذا التقرير نتطرق إلى هذا المفهوم بشكل أكبر مع ياسمين يحيى مديرة العلامة التجارية في شركة “شنايدر إلكتريك”.
ظهر مفهوم التسويق للعلامة التجارية للمنصة مؤخرا وازداد التركيز عليه بشكل كبير، وعند سؤال ياسمين يحيى عن تعريف المصطلح بشكل علمي أجابت:” العلامة التجارية للشركة هي ببساطة سمعة الشركة كصاحب عمل أو جهة توظيف في سوق العمل، بعيدا عن الخدمات والمنتجات التي تقدمها، نحن فقط نتحدث عن الصورة التي يراك بها الموظفون كصاحب عمل، وكذلك الكيفية التي يراك بها المرشحون المحتملون الذين ترغب في تعيينهم يوما ما”.
اختلاط مفاهيم
تركز العلامة التجارية للعمل إذا على صورة الشركة كجهة توظيف، ومن هنا يأتي الفرق بين مفهوم تسويق العلامة التجارية والتسويق للشركة Corporate Marketing، حيث وضحت يحيى قائلة: “يخلط العديد من الناس بين مفهومي التسويق للعلامة التجارية للشركة، وبين تسويق أعمال الشركة، حيث يركز مفهوم التسويق لعمل الشركة على فئة معينة مستهدفة تتمثل في العملاء المحتملين، والذين قد يشترون من الشركة منتجاتها وخدماتها، بينما يركز مفهوم التسويق للعلامة التجارية على فئة مستهدفة تتمثل في المرشحين المحتملين للعمل في الشركة، وبالتالي تختلف المفاهيم باختلاف طبيعة الفئة المستهدفة”.
تقع مهام الترويج للعلامة التجارية، تحت مظلة قسم الموارد البشرية في الشركة، “تمثل فكرة تحديد القسم الذي تندرج تحته مهام التسويق للعلامة التجارية، من أكثر الأفكار الجدلية، ولكن بما إن الفئة المستهدفة هي فئة الموظفين والمرشحين المحتملين، فمن الطبيعي أن تتولى إدارة الموارد البشرية هذه المهام، كما يحتك كذلك بمختلف إدارات الشركة بدرجات متفاوتة” الحديث لياسمين.
العلامة التجارية في عصر التكنولوجيا
تلعب وسائل التواصل الإعلامي دورا هاما في الترويج للشركة سواء بشكل سلبي، أو إيجابي، من خلال ردود أفعال الموظفين وانطباعاتهم سواء على منصاتهم الشخصية، أو من خلال مجموعات التشبيك المختلفة.
تضيف ياسمين: “إذا نظرنا للواقع سنجد أن العالم كله قد تحول رقميا منذ عدة سنوات ماضية، خاصة بعد جائحة كورونا، أصبح كل شيء يتم عبر الإنترنت، حتى في مجال التسويق، لم نعد نستثمر في الحملات الدعائية على أرض الواقع بقدر اهتمامنا بالدعاية الإلكترونية، ذات الأمر ينطبق على العلامة التجارية للعمل، أصبح الآن بمقدور الشخص المرشح لوظيفة ما أن يبحث عن عمل إلكترونيا ليرى أهم المعلومات التي ستفيده عن شركتك، ويعرف آراء الموظفين الآخرين فيها، وكذلك المميزات التي ستعود عليه والتي تذكرها الشركة على منصات التواصل الإجتماعي الخاصة بها، ما هي القيم التي تهم الشركة وتتحدث عنها باستمرار وتقدرها، وما هي الانطباعات التي يعطيها الموظفين عن حياتهم في الشركة، وثقافة العمل وغيرها، لهذا يمكن اعتبار الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الإجتماعي هام جدا وأساسي في عملية التسويق للعلامة التجارية للعمل”.
استراتيجية بناء العلامة التجارية/ إشكالية الاستراتيجية الواحدة
تتنوع الآراء فيما يتعلق باستراتيجيات التسويق للشركة كجهة عمل وتوظيف، وعند سؤالها عن أهم خطوات بناء العلامة التجارية للشركة، قالت ياسمين: “لا توجد طريقة واحدة أو وصفة محددة يمكن تطبيقها على كل شركة، ولكن توجد هناك علامة تجارية خاصة بكل شركة بالفعل، حتى إذا لم تكن تتبع أي استراتيجية للتسويق، لأن سمعة شركتك هي بالأساس ما يكونه شعور موظفيك، والمرشحين المحتملين تجاه العمل في شركتك، وبالتالي يتحتم على أي شركة معرفة طبيعة سمعتها في السوق، وإذا ما كان هذا الانطباع هو ما تريد إيصاله لسوق العمل عنها أم لا، ومعرفة نقاط ضعفها، ثم بناء خطة محددة، فإذا كان الموظفين داخل الشركة راضين عن العمل فيها، سيروجون للعمل داخل الشركة، فهم يمثلون أهم عامل في بناء صورة الشركة وسمعتها”.
يوجد إشكالية تواجه الشركات الناشئة خاصة، تتمثل في تحديد أهم قيم الشركة، وثقافتها وطبيعتها، مما يساعد في عملية رسم الصورة التجارية للشركة في ذهن الموظفين المحتملين.
تؤكد ياسمين على أن هذه الإشكالية تمثل تحدٍ كبير لها في مجال عملها، قائلة :”توجد العديد من الشركات لا تدرك هذه الأولويات، وبالتالي نحتاج إلى العمل مطولا لتحديد القيم الأساسية للشركة”.
يؤثر التناغم بين العاملين في هذا المجال، على تحقيق الأهداف المرجوة في النهاية، وهو ما يمثل مشكلة، يمكن حلها الأساسي في إجادة مهارات التواصل والتناغم بين زملاء العمل.
“يعد التناغم بين فريق التسويق للعلامة التجارية ما بين تقديم الاقتراحات والمشورة للتأكد من المصداقية، والتعامل مع فريق الشركة التسويقي في حملاته الدعائية، فضلا عن دعم فريق التوظيف لمعرفة الكفاءات التي ترغب الشركة في استقطابها، من أهم العوامل المؤثرة في نجاح عملية التسويق، وهو الأمر الذي يتطلب درجة عالية من الكفاءة والمهارة التنظيمية والتواصل الجيد”، أكدت ياسمين.
أصبح من الصعب على الشركات التي تسعى للنجاح، أن تهمل حقيقة تأثير السمعة الجيدة على تحقيق أهدافها، خاصة مع تزايد الانفتاح التكنولوجي والتدفق المعلوماتي، وفي هذا الصدد وجهت ياسمين نصيحة للشركات الناشئة :” أنصح الشركات المختلفة عند التسويق لعلامتها التجارية، أن تكون صادقة في التسويق لنفسها، فلا تروج لقيمة لا توجد على أرض الواقع لديها، وتحرص أكثر على الشفافية، مما يجعل الأفراد أكثر ثقة فيها، ويمكن الشركات كذلك من جذب المهارات المطلوبة وفق ثقافة العمل بداخلها وعلى قدر احتياجاتها”.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.