fbpx

أنسي ساويرس .. تخليد إرث رجل الأعمال

رحل عن عالمنا أمس، أنسي ساويرس، قائد ومؤسس إمبراطورية "أوراسكوم"، التي شكلت الكثير في عالم ريادة الأعمال
أنسي ساويرس .. تخليد إرث رجل الأعمال

توفى صباح الأمس الثلاثاء، في مدينة الجونة، رجل الأعمال المصري أنسي ساويرس، عن عمر يناهز الـ ٩٠ عاما، مخلفا وراءه امبراطورية من النجاح والابتكار في مجال الريادة والأعمال، وفي وسط حالة الحزن الذي يخيم على مجتمع الأعمال في مصر لوفاة الجد الأكبر لإمبراطورية “أوراسكوم”، سنسلط الضوء على بعض معالم حياته المهنية.

من الزراعة إلى عالم الإنشاءات

ولد ساويرس في عام ١٩٣٠ لأب يعمل بالمحاماة في محافظة سوهاج بصعيد مصر، تخرج من جامعة القاهرة بعد أن درس الهندسة الزراعية، وذلك بهدف إدارة أراضي والده التي كانت تبلغ آنذاك ٥٢ فدانا، وقيادة أعمال العائلة الممتدة.

اتخذ شقيقا “انسي” من والده قدوة، ومارسا العمل القانوني، في حين تُرك أمر إدارة الأراضي الزراعية لـ”أنسي” في ذلك الوقت، وبعد عامين من العمل في الزراعة، بدأ “أنسي” يدرك أن هذا العمل لا يشبع شغفه الحقيقي، لذلك قام في عام ١٩٥٠ بتأسيس شركة الإنشاءات الخاصة به.

عقب تأسيسها بحوالي عقد من الزمان، حققت الشركة نجاحا كبيرا، وأصبحت واحدة من أكبر شركات الإنشاءات والمقاولات في مصر، وأصبحت علامة رائدة في مجال بناء البنية التحتية الرئيسية.

إنشاء “أوراسكوم”

تم تأميم شركات وأعمال ساويرس في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وأطلق عليها إسم شركة “النصر للأعمال المدنية”، بالتزامن مع ذلك، غادر “أنسي” إلى ليبيا تاركا وراءه زوجته وأبنائه الثلاثة، رغبة منه في توسيع الأعمال التجارية الخاصة بهم في الدول العربية الأخرى، مصحوبا بشعور عميق بخيبة الأمل والحزن، كونه أصبح موظفا لدى شركته الخاصة.

في خلال إقامته التي استمرت لمدة ١٢ عاما في ليبيا، أسس “أنسي” شركة مقاولات، وكان ينسب الفخر بالكثير مما تعلمه وأثر فيه إلى هذه الفترة التي قضاها هناك، ومع توتر العلاقات بين مصر وليبيا آنذاك، عاد “أنسي” إلى مصر خلال بداية حكم الرئيس أنور السادات، في السبعينات.

تمكن “أنسي” من إعادة بناء شركته من الصفر مرة أخرى، بفضل خبرته كرجل أعمال مخضرم، وأسس رسميا شركة أوراسكوم للإنشاءات والصناعة، والتي تحولت بدورها من مجرد شركة إلى مجموعة ضخمة من الشركات.

من شركة واحدة إلى إمبراطورية عملاقة

اشتهر “أنسي ساويرس” بكونه رجل أعمال صارم وملتزم وسريع البديهة، وقد انتشرت هذه السمعة عنه خارج حدود مصر، وساعدت على تدعيم العلامة التجارية لشركة “أوراسكوم”، بما سهل تكوين شراكات مع مختلف الشركات واللاعبين الدوليين.

تمكنت “أوراسكوم” في منتصف التسعينيات من أن تصبح تكتلا عملاقا، من خلال إنشاء ثلاث كيانات منفصلة، في ثلاث قطاعات شملت: 

بمرور الوقت تولى أبناء “أنسي” إدارة كل شركة من الشركات الثلاث، حيث أدار شركة “أوراسكوم تيليكوم” الإبن الأكبر نجيب، وكانت قيادة شركة “أوراسكوم للتنمية” للإبن الأوسط سميح، بينما تولى قيادة شركة “أوراسكوم للإنشاءات” الإبن الأصغر ناصيف.

ميراث عملاق

يبلغ حجم موظفي شركات “أوراسكوم” ما يزيد عن ١٢٠ ألف شخص على مستوى العالم، بينما تمتد أعمال ساويرس إلى قطاع المجتمع المدني، حيث أسس عدد من المبادرات المجتمعية منها: برنامج “أنسي ساويرس للمنح الدراسية”، وهو برنامج أتاح للمواهب الشابة فرصة الدراسة في الخارج، والعودة لمصر بعد التخرج، في ما يشبه استيراد المعرفة.

أسست عائلة ساويرس أيضا مؤسسة للتنمية الإجتماعية، تمثل بدورها أول كيان مانح يتم تأسيسه من قبل أسرة واحدة في مصر.

إن التأثير الذي حققه ساويرس طوال حياته، جعله إلى الأبد أيقونة لرجل الأعمال المجتهد، والملهم، والذي تركت أعماله بصمة حقيقية في المجتمع، وهذا التأثير الذي حققه ساويرس الأكبر، يستمر على أيدي كلا من زوجته يسرية لوزا ساويرس، وأبنائه الثلاثة، وأحفاده الثلاثة عشر.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.