fbpx

رحلتي مع رواد الأعمال| حان وقت مقاومة النظرة السوداوية

رحلتي مع رواد الأعمال| حان وقت مقاومة النظرة السوداوية

خلال هذه الأوقات الحرجة، من السهل للغاية أن أنصحك بأن تحافظ على نظرة إيجابية، وأن تظل متفائلا إلى أن تتحسن الأحوال. إنها نصيحة جيدة، لكنها، على أفضل تقدير، ليست عملية.

نعم، لديك كل الحق في أن تقلق على آثار الأزمة الحالية على عملك وأصدقائك وعائلتك وبلدك. نعم، لديك الحق أن تشعر بالحزن والإحباط. نعم، الأمور تبدو سوداوية الآن.

 لكنها ستبقى سوداوية بقدر ماتسمح أنت لها. إنها معادلة سهلة الفهم، صعبة التطبيق، ولكنه ليس مستحيلا. وفي هذا المقال، أريد أن أعرض عليكم بعض الأساليب العملية التي دارت حولها النقاشات بيني وبين عدد من  رواد الأعمال خلال الفترة الأخيرة، والمتعلقة بالحفاظ على أنفسهم خلال رحلتهم العقلية.    

بداية، ما المقصود برحلة العقلية؟ هي المكون النفسي في رحلة ريادة الأعمال. إنه أمر لاعلاقة له على الإطلاق بالبيزنس نفسه، وكما ذكرت في مقالي السابق، أنت لست شركتك، وكيانك ونجاحك الشخصي ليس مرهونا بها.  أتحدث هنا عن رحلة التعلم، والبحث عن الإلهام والتطور الذاتي والشخصي لرائد الأعمال.

واحدة من أكبر الأخطاء التي قد تقع فيها الآن هي تركيز كل أفكارك ومشاعرك على المستقبل

عزيزي رائد الأعمال.. أنا أسمعك. من فضلك، استمع لي أنت أيضا. 

خلال هذه الأوقات المليئة بالقلق وغياب اليقين، لك كل الحق أن تفكر طوال الوقت عن كل الاحتمالات المستقبلية، وآثارها على عملك وعائلتك وأصدقائك وبلدك. من الطبيعي تماما أن تشعر بالحزن والإحباط. من المقبول تماما أن تكون سلبيا هذه الفترة.  ماهو ليس مقبولا، أن ترفض فعل أي شيئ على الإطلاق، وأن تقرر الاستسلام للأفكار والمشاعر السلبية. 

إنه وقت مقاومة كل ذلك.. عقليا. 

قاوم.. من خلال وضع “إطار زمني” لفترة قلقك

واحدة من أكبر الأخطاء التي قد تقع فيها الآن هي تركيز كل أفكارك ومشاعرك على المستقبل. لاتستطيع أن نفكر في المستقبل الآن، لأننا ببساطة لانعرف ماذا سيحدث على الإطلاق. على أفضل تقدير، ما تفكر فيه الآن هو مجموعة افتراضات لايستطيع أحد إثبات صحتها أو خطأها. على أسوأ تقدير، فقد يكون كل يدور في عقلك الآن هو و مجموع أبشع كوابيسك و مخاوفك، بعد أن ساهمت الأزمة الحالية في تعظيمها. 

بدلا من ذلك، ضع لنفسك إطارا زمنيا لأفكارك. في بعض الأحيان، قد يكون من المفيد أن تقرر أن تحدد إطار أفكارك في اليوم بيومه، وكيف تستطيع أن تستفيد من أكبر كم ممكن من هذا اليوم. ركز في تخطيط هذا اليوم، وكيف يمكن أن تملأه بأنشطة اجتماعية وشخصية مفيدة. كرس ،قتا للقراءة، أو تعلم شيئا جديدا، مقابلة العائلة والأصدقاء على الإنترنت. بنهاية كل يوم، ذكر نفسك في نهاية كل يوم، أنه طالما لم يشهد اليوم كارثة، فإن الأمور على مايرام . حين يبدأ الغد، سنفكر في الغد، وحتى يأتي، نفكر في اليوم، واليوم فقط. 

إننا لسنا في نهاية العالم. إننا في نهاية العالم كما نعرفه. عالم جديد يفتح بابه أمامنا. لا أكثر ولا أقل. 

قاوم.. بتذكير نفسك بالدافع الأساسي الذي يحركك

الأفعال أبلغ من الأقوال، وأفعالك تستطيع أن تفصح بوضوح عن معدن شخصيتك. ولكن الدافع وراء هذه الأفعال يمكن أيضا أن يسلط ضوء ساطعا على طبيعة شخصيتك، وعلى مستقبل تطورها أيضا. مهما كان عمرك أو حجم خبرتك، فإن فهمك للدافع الذي يحركك سيخلق فارقا ضخما في حياتك، وكيفية تعاملك معها، وسترى ذلك الفارق المذهل على أفكارك ومشاعرك وأفعالك. 

أنت رائد أعمال، والعالم اليوم هو للرواد، والمبتكرين، والحالمين بعالم أفضل. 

راجع الدافع الذي يحركك. اسأل نفسك، لماذا بدأت هذا البيزنس؟ اعط لنفسك وقتا كافيا كي تتأمل وتراجع نفسك. اكتب هذه الأسباب في ورقة، وضعها أمامك في مكان تستطيع أن تراه فور أن تستيقظ كل يوم. إنها وسيلة سهلة وفعالة لتذكير نفسك بدوافعك الحقيقية.

 ركز على الدوافع، ودعها تقودك كي تحقق تأثيرا على حياتك وعلى فريقك. على عملائك، ومجتمعك. 

قاوم.. بحصاد قوة الامتنان والكرم

خلال هذه الأزمة الحرجة، لا شيئ أقوى من الامتنان والكرم، لكن عليك أولا أن تؤمن بقوتهما كي تتحقق. ومثل كل شيئ بالعالم، عليك أن تمارسهما. ابدأ بكتابة قائمة بالأشياء التي كنت تعد الحصول عليها أمرا بديهيا ومسلم به، وتشعر الآن بقيمتها. كن ممتنا لكل المعارك التي خسرتها أو كسبتها وأوصلتك للنقطة التي أنت الآن فيها. كن ممتنا للخبرات التي أجبرتك على استكشاف حقيقة نفسك. 

تذكر كل من كان لهم دورا فارقا في حياتك، وتواصل معهم واشكرهم، ثم استلهم منهم خطوتك القادمة، بأن تحاول مساعدة شخص آخر للوصول إلى هدفه. الأمر الأهم على الإطلاق أن تفعل كل ذلك وأنت تفكر في دافعك الرئيسي. 

نحن نعيش أوقاتا صعبة، وعالم مليئ بالمعاناة واللامبالاة.  لكن شخصا واحدا، بالعقلية الصحيحة والدافع الصحيح، يستطيع أن يبدأ أمواجا من التغيير في محيطه. حتى إن لم يتوجه إليك أحد بالشكر على ماتفعله، تذكر أنك تفعل ذلك من أجل نفسك ودوافعك وما تؤمن به. 

حافظ على سلامتك وتركيزك. أنت رائد أعمال، والعالم اليوم هو للرواد، والمبتكرين، والحالمين بعالم أفضل. 

مع خالص احترامي.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.