fbpx

رحلتي مع رواد الأعمال| لا تصطنع النجاح حتى تحققه

رحلتي مع رواد الأعمال| لا تصطنع النجاح حتى تحققه

أوقفت شركة التكنولوجيا المالية Wirecard أعمالها في يونيو الماضي، بعد القبض على عدد من موظفيها وأعضاء مجلس إدارتها بتهمة الاحتيال، وتضخيم حجم المعاملات والنمو.

تأسست شركة Theranos الشهيرة في مجال التكنولوجيا الصحية، في عام ٢٠٠٣، وتوقفت عن العمل في ٢٠١٨، بعد جمع تمويلات بأكثر من مليار دولار. زعمت الشركة تطوير أجهزة تكنولوجية لإجراء اختبارات الدم، ولم تكن التكنولوجيا المستخدمة مجدية، ووجهت اتهامات بالاحتيال للرئيس التنفيذي ومدير العمليات.

غيرت Hampton Creek المتخصصة في المنتجات النباتية، علامتها التجارية بهدف استعادة المصداقية، وتم القبض عليهم أثناء شراء منتجاتهم الخاصة من السوق، لعكس حجم مبيعات أعلى، وإبراز ارتفاع الطلب على المايونيز النباتي، قبل جمع جولة التمويل الثالثة.

رواد الأعمال الذين يتصنعون النجاح حتى تحقيقه، لا ينجحون، ولا يحرزون أي تقدم في شركاتهم، فقط يخلقون وهم تحقيق ذلك. عندما تقرر كمؤسس أنك بحاجة إلى إقناع الجميع بقيمة شركتك الناشئة، فأنك تعاني حالة من الغرور، وعلى الأغلب لن ينتهي الأمر بشكل جيد.

بخلاف نفسك وفريقك وعميلك، أنت لا تحتاج إلى إقناع أي شخص آخر، فهؤلاء هم أفضل من تتعلم منهم كيف تبتكر، وكيف تقدم قيمة وتستفيد منها. التصنع سيضعف من رؤية الشركة وأهدافها، ويضعف من مكانتك كرائد أعمال، وبالتأكيد لن تتعلم أي جديد عن احتياجات العملاء، وقدرات فريقك، وقدراتك القيادية.

اصنع نموذجا أوليا حتى تستطيع تحقيقه

عندما تأتيك فكرة جيدة، لا تدع الحماس يعميك. في هذه المرحلة، كل ما لديك هو فكرة مجردة وغير مؤكد قيمتها، وتطفو على بحر من الافتراضات الحالمة. ففي سياق عمل الشركات الناشئة، يجب عليك الفهم أن التقدم يتم تحديده بناء على مقدار ما تتعلمه. خلال السنوات الماضية، وجدت أن أفضل طريقة لتقييم فكرة شركة ناشئة هي تحويلها إلى اقتراح يبرز قيمة الفكرة ومدى احتياجها في السوق. بمعنى آخر، كيف تقدم فكرتك قيمة للعميل، وما نوع التكنولوجيا التي تحتاجها لجعلها الفكرة واقعية؟ الإجابة على هذه الأسئلة هي النموذج الأولي لشركتك الناشئة. تذكر أن النماذج الأولية هي نماذج دراسة نبنيها للتعلم.

لدي نموذج أولي، ماذا علي فعله الآن؟

في البداية، ابدأ بحثا أوليا، عن ما يشبه ما تفعله حول العالم. لا تبحث عن المختلف عما تقدمه في هذه المرحلة، وركز أكثر على فهم أوجه التشابه وعلى فهم عملائك، ونماذج الأعمال والسوق. ابحث عن المحاولات الفاشلة والحالات الناجحة وكيف وصلت لذلك. وعندما تصل لشعور بأنك تعلمت بما فيه الكفاية، قرر مع شركائك المؤسسين، ما إذا كانت فكرتك تحتوى على قيمة أو إمكانات، أو تحتاج إلى تغييرات، أو لتنساها ببساطة وتنتقل لفكرة أخرى.

في تلك الحالة، أنت لم تعد في عالم الافتراضات، لأنك بالفعل تعرف الكثير عن عميلك وسوق العمل، ونموذج عملك، وإمكاناته. كما أنك لم تنفق أموالا على بناء المنتج المثالي الذي لا يريده أي شخص، أو على تصميم شعار للمنتج لن يتذكره أحد.

ما خطوتك التالية بعد إيجاد الفكرة والتأكد من فعاليتها؟

الآن، يمكنك أن تطلق على نفسك رائد أعمال. لماذا؟  لأنك لمست الواقع، وأدركت مدى صعوبته، وما زلت تمضي قدما. هذا هو رائد الأعمال. بمجرد أن تفهم ذلك. فقد حان الوقت لمعرفة مدى الاختلاف الذي يجب أن تكون عليه فكرتك عن الأفكار الأخرى، لكن من منظور العميل. وهنا ابدأ محادثة مع العملاء المحتملين في السوق. تأكد من جعل تلك المحادثات محفزة للعميل، وغنية بالمعلومات الكافية للإجابة على أسئلتك. استمر في فعل ذلك، حتى تتمكن من فهم قيمة عملك بوضوح من وجهة نظر العميل، وتحويلها إلى منتج وخدمة واضحة.

بمجرد فعل ذلك، فقد حان الوقت لاتخاذ خطوة للأمام بالنموذج الأولي. لديك اتجاهان في نفس الوقت، أولا فهم عمل المنتج أو الخدمة، وثانيا إثبات مفهوم وجدوى التكنولوجيا التي تحتاجها لجعلها حقيقة ملموسة. من الجيد والضروري إضافة المزيد من تفاصيل النموذج الأولي الخاص بك، لأن التعلم يقلل من المخاطر. استمر في التقدم إلى الأمام، حتى تصل إلى النقطة التي لن تتعلم فيها أي شيء جديد. سيكون هذا هو الوقت المناسب للنظر في جمع التمويل، والتوظيف، وتسجيل الشركة، وتصميم الشعار، وغيرها.

 أعزائي رواد الأعمال، لا يوجد شيء مصطنع في بناء شركة، وبغض النظر عن مدى ذكائك، فإن عمر “التصنع” قصير. وجه طاقتك نحو التقدم القائم على العملاء، وتذكر، أصنع نموذجا أوليا حتى تستطيع تحقيقه.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.