بعد ٦ سنوات من العمل في مجال التسويق، تعلمت بعض الدروس التي أرغب في مشاركتها لتحسين بيئة العمل في هذا المجال في مصر.
توجد مشكلة – من وجهة نظري- لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة على حد سواء، في فهم طبيعة الخدمات الدعائية والإعلانية، خاصة الدعاية الرقمية، إذ لا يدرك العديد من العملاء طبيعة الخدمات التي يحتاجون إليها، فمثلاً هنالك الكثير ممن يعتقد أن الدعاية عبر وسائل التواصل الإجتماعي مثل “فيسبوك” و”جوجل”، كفيلة بتحسين أرباحهم.
قبل أن أبدأ في تحديد نوع الشركة الخاصة بك، وبالتالي نوعية الخدمات الدعائية التي يجب عليك -كصاحب عمل- أن تهتم بها، وقبل أن أسرد أفضل الوكالات الدعائية في مصر لتحقيق أفضل عائد دعائي وربحي، أرغب في التأكيد على أهمية تثقيف وتوعية العميل كجزء أساسي من بيئة العمل الصحية لهذا النوع من الخدمات.
سأحاول من خلال هذا المقال تبسيط المعلومات بأكبر قدر ممكن بما يشجعك كقاريء على البحث بنفسك.
في البداية أود أن أتطرق إلى أنواع الخدمات، التي يتم الخلط بينهما:
- التسويق والإعلان وبناء هوية العلامة التجارية مفاهيم مختلفة عن بعضها
غالبًا ما تصلنا أسئلة من عملاء تعبر عن خلط مفاهيم حقيقي لديهم، فهم لا يدركون الفرق بين التسويق والدعاية والإعلان، فيشبه الأمر الذهاب إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، والإعتقاد بأنه قادر أيضا على أن يكون طبيب عيون وأعصاب، وهو أمر غير منطقي! وبالتالي يجب على العملاء أن يكونوا على دراية بهذه الحقيقة.
- التسويق الرقمي يختلف عن وسائل التواصل الإجتماعي
يعتقد الكثير من العملاء أن التسويق الرقمي في معناه يقتصر على إدارة حسابات على “فيسبوك” و”إنستجرام”.
البحث التسويقي هو عملية جمع البيانات بغرض دراسة السوق، عن طريق استطلاعات الرأي، وجماعات التركيز، وغيرها، وغالبا تقوم به الشركات الكبيرة نظرا لأن الشركات الصغيرة لا تستطيع أن تتحمل تكاليف هذه العملية.
يأتي على الجانب الآخر مفهوم استراتيجية التسويق، وهو أشبه بخطة طويلة المدى تشمل الكيفية التي ستحقق بها أهدافك من خلال الدعاية أو تسويق العلامة التجارية، وبالتالي هي جزء أساسي من أي وكالة دعاية تقدم خدمات تسويقية مثل: تسويق المنتج والمكان والسعر، أو خدمات تسويق العلامة التجارية نفسها مثل:(صفاتها وتحديد نبرة الصوت وغيرها من عوامل تربط العملاء بالعلامة التجارية أو الشركة).
- مصطلح رقمي أو الكتروني
عند البحث عن الخدمة التي تحتاجها، لا يفضل التركيز كثيراً على الجانب “الرقمي” منها.
يهدف هذا المقال إلى زيادة وعي العملاء من خلال بناء دليل لنوع الخدمة التي يحتاجونها وفقًا لطبيعة كل مؤسسة مختلفة، لهذا وحتى أتجنب الاستطراد في ذكر مفاهيم مثل التسويق والتسويق الرقمي وبناء العلامة التجارية، والعلاقات العامة وغيرها، أنصح بالاطلاع على نموذج “بي.تي بارنوم” بعنوان Circus is coming to town والنسخة المحدثة الخاصة بالبروفيسور “ديني ماكوركل” بما يتناسب مع عصرنا الرقمي.
توجد العديد من الأسئلة التي تتعلق بوكالات الدعاية مثل: “لماذا هذه الوكالة ذات تكلفة مرتفعة؟” أو “ألا يمكنني الحصول على ذات الخدمة من وكالة أرخص؟” وغيرها.
بالفعل، يوجد وكالات دعاية تعرض خدماتها بتكلفة أقل، أو بأسعار منخفضة، ولكن لابد أن نفهم أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ارتفاع تكلفة الوكالة الدعائية مثل: طبيعة موظفيها، وبيئتها الثقافية، وخبراتهم، وبالتالي لا يقتصر الأمر على الوكالات الكبرى فقط، بل أي وكالة دعاية تعمل على الاستثمار في موظفيها وزيادة خبراتهم حتى لو كانت محلية.
من المهم أن تدرس الوكالة التي ترغب في التعامل معها، من خلال مراجعة التقييمات التي حصلت عليها من عملاء سابقين على منصات التواصل المختلفة وغيرها، والأهم من ذلك التأكد من استعدادهم لتعلم ما ينقصهم ليوفروا لك الخدمة التي تريدها.
لن ترغب في العمل مع أشخاص لا يملكون القدرة على التطور وتعلم مهارات جديدة، خصوصًا في مجال يتطور بشكل سريع، ومن المهم كذلك معرفة هل عليك أن تستعين بوكالات خارجية لتولي مهمة الدعاية أم لا، لأن من الضروري إدراك طبيعة الخدمة التي تحتاجها شركتك بالتحديد في هذا المجال الواسع.
كيف تجد الوكالة المناسبة لك في مصر؟
قد يبدو العثور على وكالة دعائية في مصر أمر معقد إلى حد ما، ولكن مع الوعي والفهم الكافي، نستطيع أن نتجنب الاختيارات الخاطئة ونوفر المزيد من الوقت والمال على العملاء والوكالات معا.
يوجد مصطلح مهم في مجال التسويق، وهو مصطلح “التحويل” Conversion. هذا المصطلح يعني مجموعة الإجراءات التي يتخذها جمهورك ليكون أكثر دراية بالمنتج الخاص بك، أو ليكون عميلا عندك، وبالتالي يشير إلى الإجراء الذي يجب اتخاذه سواء كان عملية بيع، أو جذب عميل محتمل، أو خصومات وتنزيلات، أو عددا من الزيارات إلى موقعك الإلكتروني وغيرها.
من المهم أيضًا فهم مصطلح آخر وهو “رحلة العميل” أو مصطلح “الرحلة” الذي يشير إلى العملية والوقت اللازم حتى يتبنى الجمهور المستهدف المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة، فعلى سبيل المثال: عملية شراء قطعة من الشوكولاتة لا تأخذ نفس القدر من الاهتمام مثل شراء ثلاجة، أو الحصول على خدمة تأمين، أو الدفع مقابل خدمة أكثر تميزا على أحد التطبيقات الإلكترونية.
وبالتالي يجب أن يتناسب مسار التسويق مع “رحلة العميل” بدءا من إدراك العميل للمنتج المراد شراؤه، وصولا إلى التوصية به للآخرين، وهذه العملية مهمة جدا في تحديد فريق العمل المناسب.
*المقال مترجم من الإنجليزية
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.
