fbpx

مستقبل التنقل الذكي باستئجار السيارات التشاركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

مستقبل التنقل الذكي باستئجار السيارات التشاركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هناك توجه آخذ في النمو بصورة مطردة بين ملايين الأشخاص على الصعيد العالمي وفي العديد من المدن الكبيرة بالانتقال من امتلاك السيارات بصورة تقليدية إلى شكل من أشكال مشاركة سيارة. من المتوقع أن يرتفع سوق مشاركة السيارات العالمي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ ١٥.٦ بالمائة من ٢٠٢١ إلى ٢٠٢٨. ومع ازدياد مشكلة الازدحام المروري وتوجه الركاب نحو حلول أكثر استدامة، يختار العديد من هم على مستوى العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حلول مشاركة السيارات ويعتمدون عليها كوسيلة نقل أساسية.

ظهرت مشاركة السيارات لأول مرة في أوروبا، وفي سويسرا بالتحديد، في الثمانينيات، لتظهر بعد ذلك في بريمن ومدن ألمانية أخرى في عام ١٩٩٠، أي قبل ظهور العصر الرقمي والاقتصاد التشاركي بوقت طويل. في تلك الفترة، كان مصنعو السيارات أنفسهم أول صناعة تنبّهت للتغيرات في الاتجاهات الاجتماعية ودخلت بناءً على ذلك إلى سوق مشاركة السيارات. في عام ٢٠٠٨، بدأت “مجموعة ديلمر” باختبار خدمة “car2go”، والآن تتمتع صناعة مشاركة السيارات في دبي بأعلى معدل انتشار في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمثل ٠.٠٥ بالمائة من سوق سيارات الركاب. أما في بعض المدن الأوروبية مثل تالين وبرلين، فتصل نسبة الانتشار إلى ٠.٤٧ بالمائة وهي ما تعادل عشرة أضعاف العدد في المدن ذات السكان الأقل. نتيجة لذلك، ليس هناك شك أن سوق مشاركة السيارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيشهد نمواً كبيراً على مدى السنوات الخمس المقبلة.

تغيير سلوك المستهلكين

تساعد التطورات التكنولوجية واللوائح الحكومية وحتى المخاوف الصحية في تسريع التغييرات في تفضيلات المستهلكين.

لم يعد امتلاك سيارة أمراً عملياً للعديد من المستهلكين، حيث تمكنهم منصات مشاركة السيارات اليوم بهدف التوفير ولاستخدامٍ أفضل للسيارات. كما شهدت وسائل النقل العام انخفاضاَ كبيراً في الاستخدام بسبب كوفيد-١٩، حيث بدأ الناس بتجنب الأماكن المزدحمة حيثما أمكن والاعتماد بدل ذلك على خيارات النقل الخاصة أو المشتركة. ومع تقدم التكنولوجيا، تطورت وتغيرت كيفية شراء المستهلكين للمنتجات والخدمات وطريقة استخدامها أيضاً، مما يجعل أنظمة النقل حسب الطلب عملية وأكثر جاذبية. يصف الكثيرون هذه الخدمة على أنها “نتفليكس” للسيارات، حيث يمكن للمستهلك تحديد موديل السيارة ودفع رسوم يومية أو أسبوعية أو شهرية وإلغاء الاشتراك في أي وقت.

لا يزال تأثير مشاركة السيارات في هذه المنطقة غير واضح، ولكنه مهم جداً للسكان ذوي الدخل المنخفض إلى المتوسط، ممن يسعون إلى تحقيق طموحهم في الحياة. في الماضي، كانت وسائل النقل الحالية تعتبر باهظة الثمن. على سبيل المثال، كان السفر من منطقة “ديرة” في دبي إلى موقع إكسبو ٢٠٢٠ يكلف ١٢٠ درهماً. ولكن مع خدمة “يو درايف”، انخفض هذا السعر إلى أكثر من النصف ليصل إلى ٤٠ درهم إماراتي. القدرة على استخدام ودفع مقابل يحتاجه المستهلك وعندما يحتاج إليه تفتح الباب للعديد من الفرص للتمتع بالأنشطة الترفيهية والتسوق وإنجاز مهماتهم اليومية. في السابق، منعت التكاليف الباهظة لحلول التنقل المريح الكثيرين من القيام برحلات لا يمكنهم القيام بها مشياً على الأقدام.

يمكّن حل مشاركة السيارة بالدقائق أو العداد التمتع باستخدامات لم تكن ممكنة من قبل. على سبيل المثال، مع يو درايف، لا يتحمل المستهلكون العبء المالي المتمثل في إيداع مبلغ مالي كضمان أو دفع السعر الكامل لاستئجار سيارة، حيث تتكفل يو درايف بالتأمين والبنزين وتسعيرة مواقف السيارات.

الثورة الرقمية

ساهم عامل حاسم آخر في نمو حل السيارات المشتركة، وهو دور التقنيات الرقمية في تعزيز تجارب المستخدمين. لقد غيرت الثورة الرقمية الحياة الاجتماعية والاقتصادية، من تطوير الإنترنت ومنصات الوسائط الاجتماعية إلى استخدام الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة على نطاق واسع.

يعمل استخدام التقنيات الذكية الآن على تسهيل اختيار وحجز النقل المشترك وسهولة الوصول إلى السيارات، حيث تمكنت البطاقات الذكية والأقفال الذكية من تبسيط هذه العملية لأقصى حد.

ومع انتشار إنترنت الأشياء بشكل متزايد، ستكون أتمتة العمليات دافعاً رئيسياً لتجربة عملاء رائعة. ستساعد هذه المركبات في تحقيق الأهداف الخضراء من خلال تقليل الانبعاثات للأعمال التجارية وصناعة النقل بشكل عام.

نحو مستقبل مستدام

يتحرك مستقبل النقل بعيداً عن ملكية السيارات الخاصة التي تعمل بالوقود الأحفوري نحو مستقبل كهربائي مشترك.

تشير الإحصاءات الأوروبية إلى أن كل سيارة مشتركة تزيل ١٧ مركبة من شأنها أن تشغل مساحات إضافية لوقوف السيارات. علاوة على ذلك، تظهر التقارير أيضاً أن كل سيارة ركاب عادية تظل في وضع الخمول لمدة ٢٢.٥ ساعة يومياً، مما يؤدي إلى إهدار ما يقرب من ٨٥ بالمائة من اليوم في انتظار مستخدمها.

أقرا المزيد: Udrive الإماراتية تحصد ١,٣ مليون دولار عبر منصة تمويل جماعي

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.

نيكولاس واتسون

الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة يودرايف