خلال ٢٠١٦، شهدت السلع المستودرة إلى مصر زيادات ضخمة بعد تحرير سعر الصرف، ما أدى لفقدان الجنيه المصري نصف قيمته. الأزمة التي نشأت في الأسواق المصرية في ذلك الوقت، كانت فرصة أيضا للعديد من المصنعين في أن يجدوا بابا مفتوحا للمنافسة بمنتجات محلية.
“لكن الكثير من هؤلاء المصنعين وجدوا مشاكل كبيرة في توزيع منتجاتهم”، والحديث لمحمد عبدالعزيز، أحد مؤسسي شركة “بريمور” Brimore، وهي منصة إلكترونية تتعاون مع شبكة من الموزعين المحليين لتسويق وبيع منتجات المصانع المصرية للمستهلكين.
يشرح عبدالعزيز فكرة المنصة، يتواصل المصنع مع “بريمور” لتسجيل المنتج الذي يود توزيعه، والتي تتولى التأكد من جودة المنتج ومواصفاته قبل تسجيله على المنصة وترشيح منتجاته. على الجانب الآخر، يشترك الراغبون في العمل كموزعين في المنصة ويحصلون على دورة تدريبية عن عمل الشركة، وكيفية تلقي الطلبات. بعدها، يستقبل الموزعون طلبات الشحن من المستهلكين عبر المنصة الإلكترونية أو عبر الهاتف، ويتولون توصيلها.
“الشركة اعتمدت على استراتيجية التسويق الشفهي”
أحمد شيخة، شريك مؤسس بريمور
تبيع المنصة المنتجات سريعة التداول، مثل المأكولات والمشروبات ومنتجات العناية الشخصية والمواد المنظفة إضافة إلى الملابس والأجهزة الكهربائية.
يقول عبدالعزيز أن المنصة حلت مشكلة كبيرة للمصانع التي تنتج منتجات بجودة عالية، لكنها غير معروفة وغير قادرة على التواجد بكثافة في المحلات بسبب تكاليف الشحن العالية، من ناحية أخرى، تقدم “بريمور” المنتجات بأسعار منافسة بسبب البيع المباشر الذي يسمح بتوصيل السلع بأسعار مخفضة، غير مضاف عليها تكلفة التسويق والإعلانات والشحن وغيرها.
“الشركة اعتمدت على استراتيجية التسويق الشفهي”، في التسويق للمنصة، كما يشرح أحمد شيخة، الشريك مؤسس “بريمور”، مشيرا إلى أن المنصة بدأت بثلاث موزعات، الذين تحدثوا بدورهم لمئات السيدات وأقنعهن بالانضمام. فإنه لاحظ أن أغلب المتقدمين لوظيفة الموزع كانوا من النساء، المحتاجات إلى عمل ذي ساعات عمل مرنة، ومصدر للدخل الإضافي من خلال قدرتهن على بيع هذه السلع للدوائر المحيطة. ويحصل موزعو المنصة والذي وصل عددهم إلى ٦٥٠٠ موزع حتى الآن، على أرباح ربع سنوية وسنوية إضافة إلى نسبة من المبيعات الشهرية التي حققها، كما يحصل الموزعون على حوافز مادية كلما نجحوا في ضم موزعين جدد.
حصلت الشركة التي انطلقت أواخر ٢٠١٧، على تمويل ٨٠٠ ألف دولار من “إنديور كابيتال” Endure Capital و”ألجيبرا فنتشر” Algebra Ventures و”٥٠٠ ستارتبس” 500 Startups إضافة إلى مسرعة الأعمال “فلات ٦ لابز” Flat 6 Labs التي انضمت إليها الشركة، مما ساعدها على ضم منتجات أكثر وتطوير المنصة الإلكترونية وتطبيق الهاتف.
فازت الشركة بعدة جوائز منذ إنطلاقها، منها جائزة كأس الشركات الناشئة المقدمة من شركة “أورانج” Orange في مصر، والمركز الثاني بجائزة تحدي الشركات الناشئة التي تنظمها شركة “توتال” Total.
يرى كلا من عبد العزيز وشيخة أن بيئة ريادة الأعمال في مصر مشجعة لظهور عدد أكبر من الشركات، بسبب أن السوق في مصر ينقصه كثير من الأشياء والمجمتع لديه عديد من المشكلات، مما يولد عدد لانهائي من الفرص التي يمكن أن يسثمرها الشباب. ويقول أن الخطوة القادمة للتوسع هي بناء عدد من مراكز الخدمة في محافظات مصر، يستطيع الموزعون استئجارها لتخزين السلع أو إجراء الاجتماعات.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.