تزايد اهتمام المجتمع الدولي بقضايا البيئة والحفاظ على المناخ، وتحقيق الاستدامة في كافة نواحي الحياة بشكل كبير، وكمظهر من مظاهر هذا الاهتمام المتزايد، انتشر مفهوم السندات الخضراء .. فما هي؟ وما وظيفتها؟
يُعرف البنك الدولي السندات الخضراء على أنها صكوك استدانة تصدر للحصول على تمويل يختص بالمشاريع المستدامة المتعلقة بالبيئة والمناخ، وذلك تشجيعا على الحفاظ على البيئة، مثل مشاريع الطاقة النظيفة، والحفاظ على المناخ، والإدارة المستدامة للنفايات، وغيرها، كما تختلف السندات الخضراء عن غيرها في أنها تخلق التزاما بإنفاق التمويل الناتج عنها في مشاريع خضراء.
أصدر بنك الاستثمار الأوروبي في الخامس من يوليو لعام ٢٠٠٧، السندات الخضراء، لأول مرة، بهدف تمويل المشروعات المرتبطة بشكل وثيق بأهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف السابع: طاقة نظيفة بأسعار معقولة، والهدف الثالث عشر: العمل المناخي.
زادت معدلات الاستثمار في هذا النوع من السندات بشكل كبير مؤخرًا، حيث تم إصدار سندات خضرات بقيمة ٢٥٥ مليار دولار أمريكي ٢٠١٩، بزيادة بلغت ٥١٪ عن عام ٢٠١٨، كما أظهر تقرير صادر عن مبادرة سندات المناخ الإنجليزية، أن إصدارات السندات الخضراء على مستوى العالم قد شهدت ارتفاعا كبيرا حيث بلغت ٢٦٩,٥ مليار دولار بنهاية العام الماضي وقد تصل إلى ما بين ٤٠٠ و٤٥٠ مليار دولار هذا العام، بما يعكس زيادة التوجه العالمي نحو مستقبل أكثر استدامة فيما يخص قضايا البيئة والموارد والمناخ.
تتصدر الولايات المتحدة تليها ألمانيا ثم فرنسا، قائمة أكثر الدول تصديرا للسندات الخضراء، وذلك وفق تقرير مبادرة سندات المناخ عن العام الماضي ٢٠٢٠.
كانت وزارة المالية المصرية قد أعلنت في سبتمبر الماضي، عن أول طرح للسندات الخضراء السيادية الحكومية، لتصبح أول دولة تقوم باعتماد العمل بالسندات الخضراء في المنطقة، وذلك بقيمة ٧٥٠ مليون دولار، وعلى الرغم من تبعات جائحة كورونا السلبية على الاقتصاد، أعلن البنك التجاري الدولي في ٣٠ يونيو الماضي، إصدار سندات خضراء لأول مرة بقيمة ١٠٠ مليون دولار.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.
