fbpx

ما مستقبل الرعاية الطبية الافتراضية بعد كوفيد ١٩؟

ما مستقبل الرعاية الطبية الافتراضية بعد كوفيد ١٩؟

منذ ٢٠ عاما، غير الإنترنت شكل التواصل في العالم. ماسنجر MSN خلق بيئة في العالم العربي، يستطيع من خلالها الأفراد التواصل بحرية وسهولة. وكأي ابتكار جديد، شهد الإنترنت تخوفا من بعض الناس. لا يمكننا الإشارة بالتحديد إلى الوقت الذي أصبح فيه الإنترنت جزءا لا يتجزأ من طريقة تواصلنا. فاليوم، كل ما يتطلبه الأمر نقرة واحدة على زر هاتفك، للتواصل عن طريق فيس تايم، أو الاجتماع عبر زووم، أو لمتابعة أحداث العالم.

الرعاية الطبية عن بعد

بالنسبة لعمل الأطباء عن بعد، فهو أمر لا مفر منه. كنا نتوقع أن الاعتماد على الفحوصات الطبية عن بعد بشكل يومي سيظهر بقوة بعد عام ٢٠٢٥، لكن كوفيد ١٩ غير كل شيء. منذ ما يزيد عن ٦ أشهر، انقلبت الحياة التي نعرفها رأسا على عقب، فقد تغيرت أشياء كثيرة، بما فيها قطاع الرعاية الطبية، بعد عمل الناس من المنزل وفرض قيود السفر، وتعليق الدراسة. مع وفاة أكثر من ٤ آلاف شخص في دول الخليج، والحاجة المتزايدة للاختبارات والوقاية، فإن الخوف من كوفيد ١٩ أمر مفهوم.

وسط هذه الأحداث، شهدت الفحوصات الطبية عن بعد إقبالا كبيرا، وأصبح هو الوسيلة المتاحة سواء كانت مؤسسات الرعاية الصحية جاهزة أم لا، فإن عصر الرعاية الافتراضية جاء قبل أوانه، وسيقود التغيير القادم، وسيختلف شكل المؤسسات عما نراه اليوم. فالابتكار في مجال التكنولوجيا يساعد على تطوير شركات الرعاية الطبية، وابتكار ميزات جديدة.

 ارتفاع الطلب على الرعاية الصحية الافتراضية في الخليج

بالنظر إلى مدى تأثير كوفيد ١٩ على الطرق التقليدية لتقديم الرعاية الصحية، يتم الآن استخدام العلاج عن بعد على نطاق أوسع، لفحص وتشخيص المرضى دون المخاطرة بالتعرض للعدوى. نفذت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في البحرين NHRA، بالمشاركة مع وزارة الصحة البحرينية، تشريعات وإجراءات لتسهيل الفحص الطبي عن بعد. لأول مرة، سمح للمستشفيات والعيادات باستخدام طرق داخلية وخارجية للكشف عن بعد دون الحاجة إلى ترخيص، وسمحت الهيئة بمزيد من المرونة في التعامل، وطرق أسهل للتحدث بين الأطباء والمرضى.

سمح الكشف عن بعد، للمرضى في الحجر الصحي، أو كبار السن والذين يعانون من نقص المناعة، أو من لديهم مسؤولية رعاية الأطفال، بالعمل عن بعد. مع زيادة أعداد المرضى، أولى الباحثون اهتماما للاعتبارات الضرورية لإدخال المرضى في وحدات العناية المركزة. وهو ما قادنا إلى تقديم الخدمات عن بعد. في العالم العربي، قد تكون الخدمات مثل التي نقدمها في منصة دكتوري (بما في ذلك الكشف عن بعد والمراقبة عن بعد والوصفات الطبية عن بعد والاختبار عن بعد وإعداد التقارير عن بعد) مألوفة اليوم. مع ذلك، أعتقد أن الخدمات غير المألوفة مثل طب القلب عن بعد أو الجراحة عن بعد، ستدخل السوق قريبا.

 مشكلات الرعاية الطبية عن بعد

رغم مميزات الرعاية الطبية عن بعد، إلا أن لها جوانب سلبية. لا يزال غالبية الناس يفتقرون إلى الوصول إلى البنية التحتية الأساسية التي تسهل التواصل الافتراضي. أشار عدد من الأطباء أن بعض مرضاهم ليس لديهم إمكانات للزيارات الافتراضية، لذا يمكن أن تكون تلك الجوانب نقطة الخلاف، كما أن بعض مقدمي الخدمات لم يستثمروا في البنية التحتية التي يمكن أن تسهل الزيارات الافتراضية، وهو ما يمثل تحديا إضافيا.

يرجع ذلك أيضا إلى افتقار معظم البلدان العربية إلى الإجراءات التنظيمية التي تسمح بتطبيق الرعاية الطبية عن بعد، وهو ما يمثل تحديا كبيرا. مثلا لا تمتلك كل دول الخليج لوائح تتعلق بسداد تكاليف الزيارات عن بعد، ودول مثل الكويت وقطر وسلطنة عمان لا تزال تفتقر إلى بنية معلوماتية لأنظمة الرعاية الطبية عن بعد.

 إضافة إلى ذلك، يمكننا القول إن أهم تحدي هو التغيير الذي يحدث في الزيارة الافتراضية بين بين مقدم الخدمة والمريض. لقد لاحظنا منذ إطلاق منصتنا (Doctori Online Services)، أن الكثير من المرضى يشعرون بعدم الارتياح عند التحدث مع طبيب غير مألوف. يشكل هذا فرقا عندما نتعامل مع المرضى الذين يحتاجون في البداية إلى مكالمات فقط. هذا ما دفعنا في دكتوري إلى أخذ الوقت الكافي للتخطيط الجيد لرحلة المريض، وجعل الأطباء يتفاعلون معهم بطرق جيدة ومريحة.

مما لا شك فيه أن هذه أوقات عصيبة لنا، وفكرة الرعاية الطبية عن بعد مازالت غير مكتملة في عالمنا الحالي. لكن عهد فيروس كورونا سينتهي يوما ما، ومثل الإنترنت، سيظل تقديم الرعاية  الصحية عن بعد سائدا.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.

أحمد العوضي

المدير التنفيذي ومؤسس دكتوري