أثناء طلبها كوبا من القهوة في ٢٠١٨، وجدت فاطمة خليفة نفسها في موقف مألوف لنا جميعا، لقد نسيت محفظتها في المنزل. اتصلت بأخيها محمد ليأتي ويدفع لها الحساب. في طريق عودتهم إلى المنزل، فكروا في حلول مختلفة كان يمكن أن تجنبهم ذلك الموقف، مدركين أن العديد من المعاملات المالية في مصر غير ممكنة بدون عملات ورقية. تواصل الإثنان مع صديقهما عمر كمال، الذي واجه من قبل نفس المشكلة، في محاولة للوصول إلى حل.
انتقل عمر وفاطمة ومحمد إلى مصر بعد إقامتهم لفترة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتصدر الدفع الإلكتروني أغلب المعاملات المالية. “لقد كنت أستخدم تطبيقات كثيرة مثل Venmo وApple Pay، لكن لم أجد حلا مماثلا هنا في مصر، الدفع بالنقود الورقية مازال هو السائد، وهو مايصعب التعاملات اليومية”، والحديث لفاطمة. أدرك المؤسسون أهمية تلك التطبيقات في التعاملات اليومية وكيف تؤثر على وضعهم المالي. نجاح فينمو في الانتشار كوسيلة للدفع وتبادل الأموال بين الأفراد وضع أمام المؤسسين معيارا واضحا لقياس مدى نجاح أي فكرة مماثلة.
تطور التكنولوجيا المالية
شهد السوق المصري تطورا في التكنولوجيا المالية في السنوات الماضية، وأصبح من أكثر الأسواق جذبا في المنطقة، خاصة مع المشاريع التي يقودها البنك المركزي المصري في التكنولوجيا المالية والشمول المالي ومحو الأمية المالية. شهدنا مؤخرا إطلاق محور التقنية المالية Fintech Hub، والبيئة التجريبية الأولى للتقنيات المالية Fintech Sandbox، بجانب عدد من برامج مسرعات الأعمال وصناديق رأس المال المغامر، والمبادرات الحكومية. مع وصول اختراق الهواتف المحمولة إلى ١٠٢٪ بالسوق المصري، وتواجد ٢٨ مليون هاتف ذكي، سهلت المحافظ المالية الإلكترونية العديد من المصاعب التي طالما عانى منها الاقتصاد، وفتحت بابا جديدا لتقديم خدمات مالية على نطاق أوسع، في بلد تبلغ نسبة المتعاملين فيه مع البنوك ١٤٪ من السكان فقط.
مؤخرا، ومع انتشار فيروس كوفيد-١٩، زاد الطلب على الحلول الأكثر سلامة وأمانا، وبدأ التوجه لحلول الدفع الإلكتروني.
“مازال هناك قلق في مصر حول الشراء أونلاين، أو استخدام بطاقات الدفع الإلكتروني بشكل عام، والهيكل التنظيمي معقد، إلا أن البنك المركزي يساعدنا على التقدم، ورؤيتنا هي خلق تأثير حقيقي في الاقتصاد، لأن الشمول المالي لم يعد امتيازا” الحديث لعمر كمال مدير العلامة التجارية في شركة كيوي.
يشكل الشباب في الفئة العمرية الأقل من ٣٠ عاما حوالي ٦٠٪ من سكان مصر. ويصب هذا في صالح كيوي، التي تستهدف جيل الألفية ومواليد التسعينات، فقد أظهرت تلك القطاعات رغبة كبيرة في التغيير، وطرق جديدة للمعاملات المالية.
إطلاق كيوي Kiwe
بعد قضاء بعض الوقت في معرفة كل ما يخص النظام المالي في مصر، طور الفريق جيب كيوي للاستخدامات الشخصية، والتي تسمح للأفراد بتبادل الأموال واستقبالها وإرسالها في المعاملات اليومية وبشكل فوري. يقول محمد: “لقد فكرنا في كيفية جذب الشباب وتسهيل استخدام النقود. العملية بسيطة، أولا ينشئ المستخدمون محفظة خاصة بهم باستخدام بطاقات الدفع الإلكتروني، ومن ثم فتح المعاملات ليتمكنوا بسهولة من استقبال الأموال وإرسالها وطلبها من وإلى أشخاص آخرين”. يمكن للمستخدمين أيضا إنشاء مجموعات، وجمع الأموال من الأصدقاء والعائلة لتغطية نفقات المناسبات الاجتماعية مثلا. تضيف فاطمة المديرة التنفيذية: “لقد صممنا التطبيق ليكون سهل الاستخدام وممتع، التعاملات المالية لا ينبغي أن تكون معقدة مع كيوي”.
تقدم كيوي أيضا خدمات من الشركات إلى الشركات B2B للشركات الناشئة، بهدف توفير طريقة دفع أسهل وأرخص، مقارنة بالتكلفة العالية لأنظمة نقاط البيع، مما يجعل كيوي تزيد من التدفق النقدي للشركات. إضافة لذلك، تقلل خدمة كيوي من الاحتيال وتزيد من مستويات الأمان حيث تدخل الأموال للحسابات المصرفية مباشرة، وتوثيق واضح. ومن أجل تنفيذ ذلك، فكرت كيوي في دخول شراكة تتيح لها استخدام محرك قوي لمعالجة كل هذه المعلومات. فمن يستطيع تقديم هذه الخدمة؟
بناء شراكات جيدة
مثل العديد من حلول التكنولوجيا المالية، تعد الشراكات المناسبة ضرورية لنجاح الشركة. وهو ما تحاول كيوي تطبيقه، جلس المؤسسون مع عدد من البنوك البارزة في مصر، والتقوا هاني سليمان، أحد الداعمين لكيوي في مراحلها الأولى، وعمل على توجيههم فيما يخص عمليات الترخيص ومقدمي الدفع المتاحين. يقول سليمان: “أعجبت بفريق العمل، والتزامهم وخلفياتهم المتنوعة. الشباب هم أكثر الفئات تفاعلا مع التكنولوجيا المالية، ولكون المؤسسين شباب، فهذا يجعلهم أكثر تفهما لاحتياجات السوق”.
في أكتوبر ٢٠١٩، انتقل سليمان إلى باي تابس PayTabs، وهكذا بدأت الشراكة بين كيوي وباي تابس، أحد رواد مزودي حلول الدفع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما مثل خطوة كبيرة للفريق.
“يأتي البعض بأفكار رائعة، إلا أنهم يدركون بعد فترة أنها ليست ذات صلة باحتياجات السوق. اتبع كيوي الطريق الصحيح من خلال دراسة جيدة للسوق، والتحدث مع اللاعبين والمشرعين في المنطقة. لم يحاولوا إعادة اختراع العجلة، لكن كما عملوا على بناء أساس متين، اعتمادا على أفضل النماذج العالمية لضمان تلبية احتياجات السوق المصري” يضيف سليمان.
مؤخرا عقدت باي تابس شراكة مع المجموعة المالية هيرميس EFG Hermes لإطلاق حلول دفع تسهل الشمول المالي، وتوفر راحة أكثر لملايين العملاء في مصر، وتأمل أيضا بالتعاون مع كيوي في تطوير المعرفة المالية بين غالبية الشباب، ودفع الاقتصاد الرقمي في مصر.
يعمل كيوي مع فريق باي تابس والأجهزة التشريعية المصرية لضمان السلامة والأمن لجميع المستخدمين. “من خلال البنية التحتية المستقرة التي توفرها باي تابس، نعمل على أن يكون الأمان أولوية لنا، ولدينا وصف لكل معاملة حتى نتمكن من الإبلاغ عن أي تاجر أو مستخدم يسيء استخدام التطبيق”، كما يقول خليل محمد المسؤول عن الجانب التقني والتنظيمي للشركة.
تهدف كيوي لإضافة المزيد من الخصائص في التطبيق، بهدف توفير طريقة ممتعة وآمنة وفعالة للدفع الإلكتروني. تعرف على المزيد حول كيوي من خلال تطبيقهم www.kiweapp.co
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.