منذ الغزو الأمريكي في ٢٠٠٣، تعاني العراق من عدم استقرار وصراعات دائمة، إلا أن بعض القطاعات مثل التجارة الإلكترونية والتوصيل تشهد ازدهارا، رغم غياب خدمات الدفع الإلكتروني حتى الآن.
مسواك Miswag أول منصة تجارة إلكترونية في العراق، أطلقها عمار أمين في عام ٢٠١٤، بهدف سد الفجوة في عمليات الشراء الإلكتروني، “نعتبر أنفسنا شركة متوجهة بالحلول للمشاكل الخاصة الموجودة بالسوق العراقي، مسواك يركز على مشكلة واضحة موجودة، وهي غياب الرقابة، السوق مليء بمنتجات غير متحقق من مصدرها، يمكن أن تكون مقلدة أو قليلة الجودة” الحديث لأمين.
عرفنا المشاكل التي يواجهها البائعون في السوق، فقررنا الاستثمار في الخدمات اللوجستية، وتحسين الخدمات المقدمة لضمان الجودة، حاولنا خلق نمط جديد في التجارة”
عمار أمين، مؤسس مسواك
عمل أمين بعدة وظائف خاصة بتطوير القطاع الخاص والبيئة الريادية في العراق، قبل إطلاق مسواك. “أجرينا دراسة عن المنتجات المتواجدة بالسوق، وجدنا أن المستهلك لا يفرق بين الأصلية والمقلدة، فحاولنا إيجاد حل للمشكلة”، مضيفا أنهم عملوا على بناء المنصة وتجربة ٢٠٠ منتج فقط عليها، وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة ردود فعل الجمهور” يقول أمين.
يرى أمين أن إطلاق المنصة سيساعد طرفين، وهما المستهلك من خلال تقديم التكنولوجيا التي يحتاجها حتى يستطيع التسوق، والبائع لعرض بضاعته وبيعها وتحقيق أرباح. “عرفنا المشاكل التي يواجهها البائعون في السوق، فقررنا الاستثمار في الخدمات اللوجستية، وتحسين الخدمات المقدمة لضمان الجودة، حاولنا خلق نمط جديد في التجارة”.
عام ٢٠١٩، خصصت الحكومة العراقية ٨٤٠ مليون دولار لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، لكن لم تحصل الشركات الناشئة على أي تمويل حتى الآن. كان ذلك أحد المعوقات التي واجهت مسواك، فقد اعتمدوا على التمويل الذاتي، حتى حصلوا على استثمار من خارج العراق العام الماضي. يقول أمين “المستثمرون في العراق من الصعب أن يمولوا الشركات الواعدة على المدى البعيد، فالنظام المالي المتبع يمنع أفكار عديدة من النمو”.
“الطريق لريادة الأعمال دائما به خطورة، يجب على رائد الأعمال الاستعداد لأخذ الخطوة، إذا اتخذنا تلك الخطوة الأولى أنا وغيري، سيتحسن وضع بلدنا”
عمار أمين، مؤسس مسواك
بجانب التمويل، يواجه رواد الأعمال مشكلات غياب التقنيات وضعف البنية التحتية، وغياب الوعي التكنولوجي، والنظام المالي غير المعتمد على الدفع الإلكتروني حتى الآن، أما المشكلة الأكبر فكانت الحرب مع داعش، والتي أجبرت الشركة على الإغلاق لمدة ٦ أشهر، يقول أمين “لما رجعت الظروف مناسبة أكثر، رجعنا نشاطاتنا”.
وصلت مبيعات مسواك إلى حوالي مليون دولار، وتوسعت في الموصل وبغداد وكركوك وكردستان، وتهدف للاستحواذ على السوق العراقي بالكامل، والوصول لمنافذ أكثر.
يختتم أمين حديثه قائلا “الطريق لريادة الأعمال دائما به خطورة، يجب على رائد الأعمال الاستعداد لأخذ الخطوة، إذا اتخذنا تلك الخطوة الأولى أنا وغيري، سيتحسن وضع بلدنا”، مضيفا أن الحكومة لم تكن مهتمة بالمشاريع الريادية بسبب ظروف الحرب، إلا أنها بدأت في دعم أفكار الشباب مؤخرا.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.