fbpx

النمو أولا أم الربحية.. ما الذي يحدد نجاح الشركات الناشئة؟

النمو أولا أم الربحية.. ما الذي يحدد نجاح الشركات الناشئة؟
Tarek Sakr CEO @4Sale

انظر من النافذة وستجد منظر جذاب للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يتم تمويلها بشكل صحي من قبل أصحاب رؤوس الأموال.

جمعت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رقما قياسيا وصل إلى ١,٢ مليار دولار من التمويل خلال النصف الأول من عام ٢٠٢١، بزيادة قدرها ٦٤٪ على أساس سنوي، وقد سيطرت شركات التكنولوجيا على مساحة كبيرة من التمويل، وتوافد العديد من المستثمرين على الشرق الأوسط حيث تُظهر المنطقة معدلات نمو عالية وابتكارات مثيرة للإعجاب.

يحرص أصحاب رأس المال الاستثماري على تمويل شركات يونيكورن (أو أحادية القرن وهي الشركات التي تخطى رأسمالها المليار دولار) القادمة، من خلال تحقيق عوائد قياسية منخفضة على استثمارات الدخل الثابت، وتباطؤ نمو الأسواق المتقدمة، كما بدأ رأس المال المتنقل في السعي وراء عوائد أعلى في أسواق جديدة أكثر تطورًا.

حتى الآن، يبدو الأمر منطقي، ولكن تخصيص رأس المال هذا يزيد من المخاطر.

على الجانب الآخر من المعادلة، يهتم رواد الأعمال فقط بقبول رأس المال المتنامي ، لتعزيز أعمالهم،  في حين تكيفت ثقافة الشركات الناشئة حاليًا مع فكرة التدفق الأكثر انتظامًا للتمويل، ويدرك رائد الأعمال اليوم أنه ربما تكون هناك احتمالات جذب عمليات الاستحواذ المحتملة عند أعلى تقييم للشركة، تكون أعلي من اتباع نهج متأني لبناء أسس تجارية طويلة الأمد تتجاوز فيها معدلات الدخل،  معدلات المصروفات باستمرار.

وبالتالي تصبح المشكلة عندما تسعى الشركات الناشئة لمطاردة النمو بشكل يطغى على أهدافها الربحية (تحقيقها للأرباح)، أقول هذا بصفتي الرئيس التنفيذي لشركة 4Sale، أكبر شركة إعلانات مبوبة على الإنترنت في الكويت – يستخدمها ١ من كل ٤ أشخاص في الكويت.  لقد حققنا أرباحًا طوال سنوات تكويننا، وكان هذا قرارا مدروسًا للغاية بالنسبة لنا، عند الموازنة بين الربحية والنمو، أعطينا الأولوية للربح بالطبع.

سيناريو مطارد ابدأ بفكرة مبتكرة، ويفضل أن تكون فكرة طموحة وغير عادية، قم بتطوير وتعزيز رؤية العلامة التجارية والمنتج الخاص بك كأولوية، ثم قم بتوسيع نطاق عمليات شركتك، قبل أن تبدأ في جمع الأموال من الجولة الأولى والثانية، وسوف يوفر رأس المال الخاص بك قدرًا من النمو وسيحافظ على مؤشرات جيدة للأداء لفترة معينة، الأمر الذي تلخصه الفكرة المتمثلة في: “يمكن أن نركز على الربحية الآن إذا أردنا، لكننا سنركز على النمو واكتساب المزيد من العملاء”، وفي النهاية احرص على التخارج عند أعلى تقييم ممكن.

تكمن المشكلة في قلة عدد الشركات مستدامة الربحية، التي يتم بناؤها في مثل هذا المناخ المبتدئ. بشكل أساسي، يجب على الأعمال التجارية المستدامة أن تضع الأرباح أولاً، حتى في الاقتصاد التكنولوجي اليوم. وإن رفض هذا النموذج من الشركات تمثل في ظهور العديد من الشركات التكنولوجية الناجحة وغير المربحة في السنوات الأخيرة، مثل Airbnb و Uber، حيث يعد مستثمري التكنولوجيا الناشئة في الأسواق المتقدمة، أكثر تفاؤلًا بشأن النماذج التي قد يبدو أنها خاسرة إلى حد كبير، حيث يؤمنون بأن هناك احتمالية لنجاح هذه الشركات الناشئة بشكل يعوض الخسائر التي تعرضت لها.

هذه الفلسفة، النموذجية في الأسواق المتقدمة، لا تعمل بالضرورة في الشرق الأوسط. مع وجود أسواق أصغر، يعتمد بقاء الشركات الناشئة على المدى الطويل والنمو المستدام على العمليات المربحة بدلاً من “التوسع” المستمر.

قد يتم استقطاب المستثمرين في الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على هذه الحقيقة المزعجة عندما يهدأ الطلب على التكنولوجيا والأسواق العالمية – الذي تسارعت وتيرته بفعل القوى المدمرة الجائحة كورونا.

يدافع خبراء رأس المال المغامر الإقليميون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن وجود دائرة حميدة من عمليات الخروج الناجحة، مما يؤدي إلى زيادة الثقة في المنطقة، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمار المستقبلي وتعزيز النظام الإيكولوجي الشامل.

لا يوجد شيء خطأ بطبيعته في تمويل نماذج الأعمال المستقبلية التي قد تحتاج إلى عقد من الزمان لتنضج وتحقق ربحا، خاصة إذا كانت مؤثرة .لكن هناك مخاطر متأصلة في استراتيجية النمو والخروج من شأنها أن تكون ضارة بالنمو على المدى الطويل.

بدلا من دعم جنون التمويل، يجب أن تكون الاقتصاديات السليمة أولوية للمستثمرين والمؤسسين. إن نمو الاقتصادات المحلية بمسؤولية يعني أن الشركات تحقق أرباحًا مستدامة.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.