تعد تمارا، خدمة الشراء الآن و الدفع لاحقاً ‘BNPL’ المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، من أبرز الشركات ذات التأثير الكبير في السوق الإقليمية.
انطلقت تمارا في أواخر عام ٢٠٢٠ على يد عبد المجيد السخان وتركي بن زرعة وعبد المحسن البابطين، و نمت تمارا بسرعة بالتركيز على قيم تشمل رضا العملاء والشفافية والإنصاف.
تهدف الشركة إلى إحداث ثورة في قطاع الخدمات المالية دون التنازل عن قيمها
نشأة تمارا
ولدت فكرة تمارا عندما لاحظ عبد المجيد السخان نظام دفتر الديون التقليدي في محلات الحارة، حيث يسمح المحل لسكان الحارة بشراء سلع دون الدفع في وقتها، وتسوية حساباتهم في نهاية كل شهر.
ألهم هذا المفهوم عبد المجيد، وبدأ بحثه في الأسواق العالمية واكتشف نموذج عمل AfterPay، والتي تعد إحدى شركات الشراء الآن والدفع لاحقًا الشهيرة في أستراليا.
ومن هنا قرر تقديم خدمة مماثلة للسوق الإقليمي، مما أدى إلى تأسيس تمارا في الرياض.
تلبية حاجة السوق
على الرغم من أن مفهوم الـ BNPL لم يكن فريدًا، إلا أن تمارا نجحت في تحقيق ريادة وسد فجوة في السوق من خلال منتج مميز.
يعتمد نموذج عملهم على أخذ نسبة من سعر الشراء من المتاجر بدلاً من العملاء، حيث توافق المتاجر على منحهم رسومًا لأنها تساعدهم على زيادة مبيعاتهم حيث سيكون لدى العملاء قوة شرائية أكبر.
يمكن للعميل الذي يملك ١٠٠ دولار فقط نقدًا شراء منتجٍ ما بقيمة ٢٠٠ دولار مع تمارا ودفعها على ثلاثة أقساط، وتعتبر هذه الخدمة مفيدة بشكل خاص للمتاجرعبر الإنترنت لأن الطلبات الكبيرة تعني المزيد من التوفير في تكاليف الشحن والتعبئة والتغليف.
يبلغ متوسط الرسوم في هذا السوق حوالي ٥٪ ولكنها نسبة يمكن أن تختلف بشكل كبير من محل لآخر.
نهج فريد: الامتثال لأحكام الشريعة والمساهمات الخيرية
تمارا تميز نفسها بكونها خدمة متوافقة مع الشريعة، حيث تمتنع عن فرض فائدة على المدفوعات، على الرغم من أنهم يفرضون رسوم على التأخير في السداد، إلا أن الهدف منها فقط تشجيع الدفع في الموعد المحدد كما أن تلك الرسوم لا تعد جزءًا من نموذج أعمالهم أو أرباحهم، بل يتم توجيهها للجمعيات الخيرية.
تطمح تمارا لبناء علامة تجارية محبوبة ومقدرة من عملائها وتساهم في تحسين وتسهيل حياة عملائها.
نمو هائل وتوسع عالمي
شهدت تمارا نموًا ملحوظًا منذ بدايتها في ٢٠٢٠ حيث كان فريق العمل مكون من ٧ موظفين دوام جزئي، بينما تضم الآن أكثر من ٣٢٠ موظفًا ومكاتب في السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وألمانيا وفيتنام.
تمويلات بأرقام قياسية
كانت جولة تمارا الأولى في عام ٢٠٢١، والتي بلغت حوالي ١١٠ مليون دولار بقيادة Checkout.com، جولة استثنائية، حطمت من خلالها الأرقام القياسية باعتبارها الأكبر على الإطلاق في الشرق الأوسط.
جمعت الشركة حتى الآن ٣٦٦ مليون دولار، بما في ذلك تسهيلات ديون بقيمة ١٥٠ مليون دولار من مجموعة جولدمان ساكس.
تنمية قاعدة العملاء وشبكة الشركاء
تخدم تمارا حاليًا أكثر من ٥ ملايين عميل ولديها أكثر من ١٢ ألف تاجر شريك، بما في ذلك العلامات التجارية العالمية والإقليمية الرائدة مثل آيكيا وشي إن وأديداس ونمشي وجرير، بالإضافة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية، وتعد هذه الشبكة الواسعة من الشركاء دليلًا على جاذبية الشركة ومدى ملاءمتها للسوق.
السمات المميزة: الشخصية والمبادئ الأساسية
يستشهد عبد المجيد “بالشخصية” باعتبارها العامل الرئيسي الذي يميز تمارا، حيث تتمثل المبادئ الأساسية للشركة في الإنصاف والشفافية والتماسك، إذ أنه غالبًا ما يقصر القطاع المالي في التركيز على قيمة واحدة من تلك القيم الثلاث، مما يجعل من الصعب العثور على خدمة تشملهم جميعًا.
من خلال الالتزام بهذه المبادئ في تطوير المنتجات، تثق تمارا في بناء أعمال مستدامة وناجحة.
خاتمة
تفخر تمارا بالمسؤولية الاجتماعية والتفاني الذي لا يغير تجاه مبادئها وقيمها، و هذا جعل منها الشركة الرائدة في مجال BNPL في المنطقة الإقليمية.
تستعد تمارا لمواصلة تأثيرها الكبير على قطاع التكنولوجيا المالية من خلال توسيع حضورها العالمي وتعزيز تمويلها القياسي وزيادة قاعدة عملائها المحتملة.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.
