fbpx

كيف يبدو مستقبل الخدمات البنكية الشخصية مع ميكنة “اعرف عميلك” KYC؟

كيف يبدو مستقبل الخدمات البنكية الشخصية مع ميكنة “اعرف عميلك” KYC؟


بدأ الحديث مؤخرا عن الخدمات البنكية الشخصية، وسماع واستخدام كلمات مثل سهل وسريع في وصفها. رغم ذلك لم نبتعد كثيرا عن مشكلات الانتظار لساعات طويلة، أو الحاجة لتوقيع العديد من الأوراق، حيث لا يمكن لأي بنك أو مؤسسة مالية خدمة عملائها قبل خضوعهم لما يسمى بـ “اعرف عميلك” أو KYC.

“اعرف عميلك” تتضمن جمع  بيانات معينة حول العملاء المحتملين، ورغم أن لكل قطاع أو خدمة متطلبات معينة، إلا أن المتطلبات الأساسية عادة ما تكون واحدة، حيث تطلب تحديد هوية العميل من خلال مستند رسمي، مثل بطاقة الرقم القومي، أو جواز السفر، مع وضع بعض المعلومات في الملف مثل العنوان الحالي، والوظيفة، وغيرها، مما يعمل على حماية البنك من المحتالين وغاسلي الأموال وممولي الإرهاب.

 “اعرف عميلك” هو السبب الرئيسي لضرورة الذهاب إلى فرع البنك بنفسك، ليمثل ذلك التفاعل الأول بين العميل ومزود الخدمة، والمفتاح لرقمنة الخدمات وتحقيق “مصر الرقمية”.

في السنوات الأخيرة، بدأت منصة الخدمات الإلكترونية “مصر الرقمية” في محاولة جعل مصر غير نقدية، من خلال إنشاء تكنولوجيا مالية، تتم خلالها كافة التعاملات عبر محافظ الهاتف المحمول، وحيث يمكنك التطبيق من سداد  الفواتير وتحويل وإيداع وسحب الأموال، مما يعني أنك لست بحاجة للذهاب إلى البنك للقيام بتلك الأشياء.

مع ذلك، فإن تفعيل المحافظ الإلكترونية، يحتاج إلي أن تذهب إلى البنك بنفسك، لتقديم الأوراق اللازمة التابعة لـ “اعرف عميلك”، وبمعنى آخر عليك الذهاب للبنك مرة، لتتوقف بعد ذلك عن الذهاب.

رغم تحقيق المحافظ الإلكترونية نجاحات كبيرا، وتجاوزها ١٠ ملايين مستخدم في أقل من ١٠ سنوات، في بلد يعاني من نقص الخدمات البنكية، مازال أمامنا طريق طويل قبل تحقيق الشمول المالي.

للتغلب على ذلك، تم إطلاق بعض اللوائح، منها قانون التوقيع الإلكتروني الذي أصدر منذ أكثر من ١٥ عاما، ووصفته هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا”: “العميل لا يحتاج إلى التوقيع الفعلي على مستند عند قيامه بعملية عبر الإنترنت”. مع ذلك لم يكن تبني ذلك في مصر في الأونة الأخيرة سهلا أو سريعا.

 أطلق البنك المركزي المختبر التنظيمي لتطبيقات التكنولوجيا المالية “ساند  بوكس”، لاختيار التكنولوجيا الجديدة. ميكنة “اعرف عميلك” هو المسار الأول لهذا البرنامج، كخطوة لتمهيد الطريق للخدمات المالية الرقمية الحقيقية. رغم رغبتنا في الاعتقاد بأن استخدام الخدمات الإلكترونية سيغنينا بشكل كامل عن الذهاب للبنوك، إلا أنه من المحتمل أن تسلك مصر مسارا غير مباشرا قبل أن تصبح الخدمات الرقمية وضعا طبيعيا. 

منذ فترة، شهدت الولايات المتحدة وأوروبا تحولا في توجه الأسواق المالية نحو الشركات الناشئة التي تتفوق على المؤسسات المصرفية التقليدية، وبينما تشهد مصر نموا ملحوظا في الشركات الناشئة الطموحة في مجال التكنولوجيا المالية، سنرى ابتكارات في هذا المجال، بقيادة أو على الأقل بدعم من البنوك التقليدية.

في الخارج، أصبحت PayPal وVenmo أفضل المنصات فيما يتعلق بالتحويلات المالية، والتي كانت منذ وقت قريب النظير المحلي للمحافظ الإلكترونية التي تصدرها الشركات بالتعاون مع البنوك.  لقد رأينا مؤخرا أول محفظة مستقلة، لكن مازال الطريق طويلا قبل أن يصبح ذلك هو الشائع في السوق. ففي مصر مازال يتم بناء البنوك الرقمية من قبل البنوك التقليدية. ومن الممكن أن يتغير ذلك على المدى الطويل، مع ظهور منافسين جدد.

في حين تكمل التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا التنظيمية عمل البنوك، وأحيانا تتنافس، مثل استخدام “اعرف عميلك” لدعم البنوك الرقمية القادمة أو الصناعات التمويلية الاستهلاكية الناشئة لمحاربة الائتمان المصرفي. على الأغلب سيظل  مستقبل الخدمات البنكية الشخصية في مصر، مستقبلا يقوده البنوك.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.

إبراهيم عيد

شريك مؤسس ومدير العمليات في Valify