fbpx

مرثية حزن في وداع امبراطور التجارة المصرية محمود العربي

توفي رجل الأعمال المصري الخميس الماضي عن عمر يناهز ٨٩
مرثية حزن في وداع امبراطور التجارة المصرية محمود العربي
رجل الأعمال المصري محمود العربي

محمود العربي، أو شهبندر التجار كما يُطلق عليه، رائد الصناعات الإلكترونية في مصر والشرق الأوسط، الذي بث خبر وفاته، الحزن في قلوب الملايين ممن أحبوه على المستوى المهني، وكذلك على المستوى الشخصي، كان رجلًا خيرًا وإمبراطور أعمال ناجح ومؤثر، تُلهم قصته العديد، وتعطي دروسًا في الإرادة والمثابرة، والنجاح.

ولد محمود العربي في قرية فقيرة تعرف باسم أبو رقبة، الواقعة بإحدى قرى محافظة المنوفية، في عام ١٩٣٢، وكان منذ طفولته متعلقًا بالتجارة، وتواقًا لممارستها حتى أنه لم يكمل تعليمه الإبتدائي وخرج من الصف الرابع فقط.

بدأ العربي رحلة عمله من سن صغيرة، فقد كان يبيع للأطفال من جيرانه الألعاب الصغيرة، ويتاجر فيها من أمام منزله، الأمر الذي أكد له مدى شغفه وحبه لعالم التجارة، كما تمتع بذكاء حاد، وقدرة على المثابرة، مكنته من العمل بشكل جاد منذ سن صغيرة، حيث امتهن مهنة عامل بمحل للعطور وهو في حوالي سن العاشرة.

تمكن العربي بعد ذلك من الإنتقال إلى حي الموسكي للعمل في محل لبيع الأدوات المكتبية، وهناك تعلم الكثير عن التجارة وأصولها، فقد تمكن من زيادة أرباح المحل بشكل ملحوظ، نتيجة مهاراته المميزة في التواصل والتفاوض والإقناع، والتي سهلت من زيادة نسبة البيع وبالتالي المكسب، ثم انتقل بعد ٧ سنوات، إلى مجال التجارة بالجملة، وبدأ تأسيس شركة لتجارة الألوان والأحبار والأدوات المكتبية، قبل أن يقوم بتغيير نشاطه إلى مجال الأجهزة الكهربائية.

أسس العربي شركته في عام ١٩٦٤، وكانت علامة فارقة في تاريخ التجارة والصناعة بمصر، حيث أضحت الشركة فيما بعد علامة تجارية ضخمة، يكاد لا يخلو بيت في مصر من منتجاتها، وشهدت شهرة واسعة، وارتبط إسم الشركة بقيمة الثقة ومفهومها، من خلال شعار الشركة “العربي .. صناع الثقة” الذي تحول إلى تجارب حقيقية للعملاء والمستهلكين على أرض الواقع. 

لم تقتصر طموحات العربي على تصدر الساحة داخليًا، بل طمح إلى ما هو أكثر، إذ سافر في عام ١٩٧٣، إلى اليابان وعقد صفقة تاريخية للحصول على توكيل شركة توشيبا اليابانية الرائدة في مجال الصناعات الكهربائية، ومن هنا جاءت العلامة التجارية “توشيبا العربي”، ثم لحقتها صفقات أخرى للحصول على توكيلات لشركات مثل: “شارب” و”سيكو” اليابانيتين.

حفلت حياة العربي بالعديد من الجوائز، والإنجازات، والتي تتمثل إحدى أهم محطاتها في تقليد الإمبراطور الياباني “أكيهيتو”، للعربي، بوسام الشمس المشرقة، أحد أرفع الأوسمة اليابانية في عام ٢٠٠٩، كما ترأس العربي إتحاد الغرف التجارية لمدة ١٢ عامًا، فضلًا عن عضويته كنائب في مجلس الشعب لفترة قصيرة، في تجربة سياسية رفض العربي أن يكررها مرة أخرى.

يعمل في إمبراطورية العربي ما يزيد عن ٤٠ ألف موظف، وتصدر الشركة منتجاتها إلى أكثر من ٦٠ دولة حول العالم، برأسمال تبلغ قيمته ما يزيد عن ٦٣٦ مليون دولار، لتصبح مجموعة العربي من أكبر الشركات في مصر، والشرق الأوسط، ومثال ملهم على النجاح، الذي يقوم على القيادة المتميزة، والاستمرارية والطموح.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.