في هذه السلسلة من الحوارات، نتحدث مع بعض أبرز المستثمرين في العالم العربي عن رؤيتهم للاستثمار خلال كوفيد-١٩. وفي هذه الحلقة، يتحدث تامر عازر، المدير المسؤول في صندوق رأس المال المغامر سواري فنشرز، عن استراتيجيات الاستثمار قصيرة وطويلة المدى في ظل الوضع الحالي. وصندوق سواري يستثمر في الشركات الناشئة بالعالم العربي منذ ٢٠١٠، ويبلغ حجمه ٤٠ مليون دولار تقريبا. ومن أهم شركات حافظته الاستثمارية سويفل، والمنتور، وإلفز.
إن تعديل استراتيجيات الاستثمار هو أمر سائل ومتغير، فهو يتأثر بثمن الفرص المتاحة، وأداء الشركات التي استثمرنا فيها خلال هذه الأزمة. لو استطاعت الشركات في حافظتك الاستثمارية أن تحافظ على أداء جيد خلال الأزمة، سيكون لديك نفس المبلغ للاستثمار شركات جديدة، وتكلفة الفرصة ستظل كما هي أو تقل، وسيكون هناك عدد أقل من الشركات التي تختار فيما بينها بعد الأزمة.
كيف غيرت الظروف الحالية من استراتيجية استثمارك؟
إن استراتيجيات الاستثمار خلال الوضع الحالي سائلة ومتغيرة، فهي تتأثر بثمن الفرص المتاحة، وأداء الشركات التي استثمرنا فيها خلال هذه الأزمة. لو استطاعت الشركات في حافظتك الاستثمارية أن تستمر على أدائها الجيد خلال الأزمة، سيكون لديك نفس المبلغ للاستثمار شركات جديدة، وتكلفة الفرصة ستظل كما هي أو تقل، وسيكون هناك عدد أقل من الشركات التي تختار فيما بينها بعد الأزمة.
لكن، إن كانت شركاتك تحتاج إلى مساعدة، فإن ذلك معناه أنك تملك أموالا أقل للاستثمار في الشركات الجديدة، وهو مايعني أن تكلفة الفرصة سترتفع، لكن، ربما يظل عدد الشركات الموجودة بعد الأزكة قليل، مما يعني أن تكلفة الفرصة ستظل كما هي. ما أريد أن أقوله، أنه من الصعب اتخاذ قرارات الآن، والجميع علىه الهدوء والتأني، لكن ليس التوقف تماما، حتى تتضح الرؤية.
“أتمنى أن نجمع مليون أو مليوني دولار لاستثمارهم في ١٠ أو ٢٠ شركة (تعاني من الوضع الحالي).. كأنه صندوق إعانة للشركات الناشئة”
تامر عازر، المدير المسؤول في سواري فنشرز
ماهي القطاعات الواعدة للاستثمار الآن في وجهة نظرك؟
هناك طريقتان لتقييم الأمر، فهو يعتمد على أولويات كل صندوق. لو كنت مازلت في البداية وتنظر للاستثمارات بعيدة المدى، فربما يمكن التفكير في الاستثمار في قطاع السفر والسياحة، فربما تجد شركات مثيرة للاهتمام، لكن تقديرها الحالي أقل من قيمتها الحقيقية بسبب الظروف. وربما لو استثمرت فيهم بسرعة وفي مراحل مبكرة، فيمكنهم الاستيلاء على نسبة كبيرة من السوق خلال التعافي، فكثير من الشركات الأخرى لن يكون لديها السيولة اللازمة في هذه الفترة.
الأسلوب الثاني، هو أن تنظر لتقنيات التعليم، والتأمين الصحي، والتقنيات المالية، ونقل العمالة، والعمل الحر، وهي كلها قطاعات استفادت بشدة من الوضع الحالي، وستستمر في النمو مع التغير الذي يحدث في حياتنا، بافتراض أن الكثير من العادات التي اكتسباناها وقت الأزمة ستستمر معنا بعدها.
كيف ساندت الشركات في محفظتك الاستثمارية على تخطي الأزمة؟
نحن في تواصل مستمر مع شركات محفظتنا الاستثمارية عن وضعهم المالي، ومستويات السيولة، وإعادة التمحور اللازم، وعلاقاتهم بموظفيهم وبعملائهم. نحاول أن نساعدهم بأي شكل يحتاجونه، كما نساعد الشركات في الحصول على التمويل اللازم. نحن نؤمن بالشركات في محفظتنا الاستثمارية، وهذا يظهر في عملنا بوضوح.
ماهي الخطوات التي على الشركات أن تتخذها فور؟
هناك خياران فقط أمام الشركات في مثل هذه الأوقات. إما أن تحاول الحفاظ على صافي الأرباح من خلال تقليل التكاليف، وفي هذه الحالة، قلل تكاليفك بشكل كبير، وبسرعة شديدة، إما أن تحاول زيادة دخلك. شركة إلفز مثلا، دخلت في شراكة مع طبيي لتسهيل الحصول على خدمات طبية تليفونية، ففي حالة رغبة أحد مستخدمي إلفز التأكد من حلوه من مرض كوفيد-١٩، فإن إلفز تساعده في الوصول إلى طبيب عبر مكالمة فيديو خلال نصف ساعة.
ماذا تتمنى أن ترى من بيئة ريادة الأعمال في المستقبل؟
أتمنى أن أري قدرتنا في أن نجمع سويا مليون أو مليوني دولار، وندفع باستثمارات قدرها ١٠٠ ألف دولار في ١٠ أو ٢٠ شركة، كي نزيد من متوسط عمر الشركات في بيئة ريادة الأعمال المصرية. أقصد هنا الشركات الواعدة ذات الأداء الجيد التي تأثرت بشدة بسبب الآزمة. هذا المبلغ سيعد صندوق إعانة للشركات الناشئة بوجه عام. سيكون هذا هو الشكل الأمثل للتضامن وطريق لنا كي نعمل سويا ونتأكد أن أكبر كم ممكن من الشركات قادر على أن يعبر للجانب الآخر. للأسف، لا أظن أن هذا سيتحقق بسهولة من جانب المستثمريين المؤسسين.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.