حين تخرج أحمد خليفة في كلية الهندسة، قرر تحويل مشروع تخرجه إلى شركة ناشئة تقدم حلول تكنولوجية للصناعات التقليدية في مصر. وجد خلال بحثه أن صناعة الذهب من أكثر المجالات احتياجا إلى التطوير، فقرر استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في تشكيل المجوهرات، بعد اعتمادها لفترة طويلة على قوالب الشمع والحفر عليها.
“الطرق القديمة لا تقدم الجودة المطلوبة أو المواصفات المحددة، واستيراد الماكينات من الخارج يكلف حوالي ٤٠٠ ألف جنيه، ولا توفر التوكيلات في مصر قطع الغيار، أو أي صيانة وضمان لها”، يشرح خليفة المشكلة التي يحاول حلها.
بعد عامين من التجارب، أطلق شركة “لامينا” Lamina في ٢٠١٨، أول طابعة محلية ثلاثية الأبعاد، لإنتاج قوالب تصنيع الذهب، بدقة أعلى كثيرا من اسطمبات الشمع والطرق التقليدية.
“كان هناك حاجة لمنتج محلي، يستطيع العمال استخدامه، وصيانته بشكل دوري”
أحمد خليفة، شريك مؤسس “لامينا”
صناعة المجوهرات في “لامينا” تمر بعدة مراحل، وهي التصميم، وإنتاج نماذج من الشمع ثلاثية اﻷبعاد، ثم صهر وسبك خام الذهب وتصنيعه فى صورة مشغولات ذهبية ذات جودة عالية وسعر منخفض، وذلك لتتناسب مع الورش الصغيرة والمتوسطة.
في البداية واجه مؤسسو “لامينا” صعوبات في إقناع العملاء بالاعتماد على الطباعة ثلاثية الأبعاد في التصنيع، إلا أن الماكينة لاقت قبولا بعد تجربتها في سوق الذهب، “كان هناك حاجة لمنتج محلي، يستطيع العمال استخدامه، وصيانته بشكل دوري”. يقول خليفة أنهم دربوا بعض عمال محلات الذهب على استخدام الماكينات، والبرامج الخاصة بها، وطرق الدعم الفني، فكل ما عليهم وضع التصميم ثلاثي الأبعاد على الكمبيوتر، وتتولى الماكينة تنفيذه دون صعوبات، وهو ما يوفر الوقت والمجهود.
بدأت الشركة بتمويل ذاتي، ثم حصلت على ١٥٠ ألف جنيه من أكاديمية البحث العلمي، و١٠٠ ألف جنيه من مبادرة فكرتك شركتك التابعة لوزارة الاستثمار، وهو ما ساعدها على تصنيع وبيع ٣٠ ماكينة حتى الآن، بجانب عمل الشركة في صيانة عدد من الماكينات المستوردة المستخدمة في سوق الذهب.
يرى خليفة أن مواكبة العصر ضرورية فيما يخص الصناعات التقليدية، “نقل سوق الذهب للصناعة الرقمية، سيساعد على ابتكار قوالب جديدة تنافس المنتجات المستوردة، وهو ما تهدف إليه الشركة في الفترة المقبلة، مع الانتشار في ورش مصر، والتوسع في أفريقيا”.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.