خلال الشهر الماضي، قدم عالم ريادة الأعمال أن درسا هاما عن أنماط القيادة. أحد هذه الأنماط تجسدت في المدير التنفيذي لشركة بيرد، وعلى النقيض منه تماما كان المدير التنفيذي لشركة آير بي إن بي.

هناك حكمة تقول أن ١٠٪ من الحياة هي مايحدث لك، و٩٠٪ هي رد فعلك على هذه الأحداث. 

العالم كما نعرفه يتحول. وهذا هو مايشكل ١٠٪ مما يحدث. العالم يفرض تحديات شديدة القسوة. وهو جزء من الـ١٠٪ أيضا. أما تعاملك مع هذه التحديات، فهو الـ٩٠٪ الباقية. أولئك الذين يركزون فقط على الـ١٠٪ هم المديرين الذين سيطويهم النسيان، أما الذين يعرفون كيف يستفيدون من الـ٩٠٪، فهم القادة الذين سنذكرهم طويلا. 

نهاية الرسالة التي استمرت دقيقتين فقط، اكتشف ٣٠٪ من موظفي بيرد أنهم فقدوا وظيفتهم.

كيف تعاملت بيرد مع الأزمة

بيرد Bird هي شركة ناشئة في مجال التوصيل بالسكوتر، بدأت في كاليفورنيا عام ٢٠١٧، وتجاوزت قيمتها السوقية في أواخر ٢٠١٩ ملياري ونصف المليار دولار. 

خلال أزمة الكورنا، أرسلت بيرد دعوة بالبريد الإلكتروني إلى ٣٠٪ من موظفيها لاجتماع على زوم، دون تفاصيل عن غرضه.  بعد بداية الاجتماع، سمع الحضور صوتا نسائيا دون فيديو، بدا كأنه مسجل أو يقرأ من سكربت جاهز. بنهاية الرسالة التي استمرت دقيقتين فقط، اكتشف ٣٠٪ من موظفي بيرد أنهم فقدوا وظيفتهم. حصلوا على وعود بتلقي راتب ٣ أسابيع، و٣ شهور من الرعاية الصحية، وفترة سماح مدتها ١٢ شهرا كي يصرفوا أسهمهم في الشركة. 

المدير التنفيذي للشركة، ترافيس فاندرزادن، والذي كان يعمل من قبل في أوبر، أظهر تعاطفه من خلال رسالة قصيرة جدا، تحدث فيها عن الأوضاع الصعبة التي أجبرته على اتخاذ هذا القرار. 

هذه هي قصة الـ٩٠٪ في حياة بيرد. 

كيف تعاملت آير بي إن بي مع الأزمة

شركة آير بي إن بي Airbnb الشهيرة لتأجير الغرف وتحويل المنازل إلى فنادق تعد من أنجح الشركات الناشئة في العالم.  كان المدير التفنيذي للشركة بريان شيسكي يتواصل مع موظفيه أسبوعيا بمنتهى الشفافية، ويتشارك معهم الأخبار الجيدة والسيئة. وفي خطابه السابع، اعترف بالواقع القاسي الذي سيجبره على اتخاذ قرارات صعبة، لكنه أيضا أكد على أهمية مبادئ الشركة في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى. 

قال في رسالته: “حين أطلقنا الشركة، كان شعارنا هو السفر بآدمية.. الآدمية كانت دائما الجزء الأهم في عملنا”، ومافعلته الشركة حول هذا الشعار إلى أفعال لاتنسى. تأكدت الشركة أن كل الاحتياجات الآدمية للراحلين متحققة. منحت الشركة تصفيات كريمة للغاية للموظفين المفصولين، تبدأ بمرتب ١٤ أسبوعا كحد أدنى، وسنة كاملة من التأمين الصحي، واشتراك مدفوع في شركة متخصصة في التوظيف لتسهل عليهم البحث عن عمل جديد، إضافة لمنح الموظفين حقهم في أسهم الشركة، قبل الموعد المحدد. 

اعترف المدير التنفيذي لآير بي إن بي بالواقع القاسي الذي سيجبره على اتخاذ قرارات صعبة، لكنه أيضا أكد على أهمية مبادئ الشركة

ليس ذلك فحسب. 

أعلنت الشركة عن إطلاق موقع جديد مخصص فقط لعرض إنجازات الموظفين المفصولين وسيرهم الذاتية لمساعدتهم في إيجاد وظيفة أخرى، إضافة لمنحهم أجهزة الكمبيوتر المحمول الخاصة بالعمل كي يستخدموها في البحث عن وظائف.

ليس ذلك فحسب،  فكل موظف مفصول، سيحظى باجتماع مع أحد مدراء الشركة لمناقشة القرار معه بشكل شخصي. وهذه هي قصة الـ٩٠٪ في حياة آير بي إن بي. 

حتى الآن، كان عام ٢٠٢٠ صعبا للغاية للشركات الناشئة والكبرى على حد السواء. لكني أظن أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التحديات، وفي النهاية، أنت، المدير التنفيذي، قد تجد نفسك أمام الخيار الصعب لتخفيض العمالة كي تنقذ شركتك من الانهيار. تذكر وقتها أن هذا القرار هو ١٠٪ من الأمر. 

لديك الخيار في أن تجعل ٩٠٪ من هذه التجربة هي إظهار أنك إنسان يدير بيزنيس، وليس آلة حاسبة برتبة مدير. فهم الجانب الإنساني من البيزنيس يحسن من رد فعلك، ويحوله من تصرفات أتوماتيكية صماء هدفها الأوحد هو البقاء، إلى حزمة قرارات إنسانية. قدم لفريق عملك فرصة للرحيل بكرامة، وأن يصبحوا جزء من عائلة الشركة الممتدة، وليسوا مجموعة من الموظفين الحاملين لوصمة “الفصل” والتسريح. 

تذكر: أي نمط من أنماط القيادة تجسد؟ هل تميل أكثر ناحية بيرد أم ناحية آير بي إن بي؟هذا هو ماسيشكل ٩٠٪ من حياتك. 

مع أفضل تمنياتي واحترامي.