fbpx

الرئيس التنفيذي “لتنشيط السياحة”: التدفقات السياحية في تحسن مستمر

افتتاح أكثر من ٢٠ متحف في مصر خلال السنوات الماضية
الرئيس التنفيذي “لتنشيط السياحة”: التدفقات السياحية في تحسن مستمر

شهد الطريق الواصل بين المتحف المصري بميدان التحرير ومتحف الحضارة بالفسطاط، منذ عدة أيام، موكب جنائزي مهيب لنقل ٢٢ مومياء ملكية، في احتفال ضخم شهد العديد من الترتيبات التي تمت على مدار أكثر من عامين، كما ضم العديد من الشخصيات الهامة وأعضاء النخبة الثقافية والفنية المصرية، فضلًا عن التغطية الإعلامية من أهم الصحف والمنصات العالمية.

الحدث الذي أثار اهتمام عدد هائل من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وأيضا خبراء الاقتصاد السياحي، والذي من المتوقع أن ينعكس على قطاع السياحة المصرية بشكل إيجابي، خاصة بعد الأثار السيئة التي خلفها انتشار فيروس كورونا، على القطاع عالميا.

تحدثنا مع أحمد يوسف، الرئيس التنفيذي لهيئة تنشيط السياحة المصرية، حول نظرة العالم لمصر بعد حدث نقل المومياوات، وتأثيره المتوقع على السياحة في مصر، في الحوار التالي:

ما هي الرسائل الرئيسية التي أردتم إرسالها من حدث نقل المومياوات الملكية؟

هذا الحدث له عدة رسائل ودلالات، يف أولها أننا نمتلك مقومات متميزة تتمثل في الحضارة الفرعونية، التي لا يوجد لها مثيل في العالم، والشواطئ وغيرها من المقومات السياحية من الممكن أن تنافسنا فيها دول أخرى، أو العكس، ولكن الحضارة المصرية بما فيها من تاريخ وآثار وكنوز لا يمكن لأحد أن ينافسنا فيها.

الرسالة الثاني وهو مشاركة الدولة المصرية ووزارة السياحة ممثلة في هيئة تنشيط السياحة، وجميع جهات الدولة في هذا الحدث الضخم، الأمر الذي يدل على قدرة الدولة المصرية على العمل بتنسيق كامل على مستوى عالي لإقامة حدث دولي بامتياز.

الرسالة الثالث يتضمن إلى جانب التنفيذ المبهر للموكب واستخدام أعلى التقنيات ومشاركة الفنانين وطلبة الجامعات والتنظيم الرائع للاحتفالية، رؤية مصر بشكل جديد أجمل وأكثر تحضرا من حيث الشوارع التي تم تطويرها والمحاور الجديدة والميادين الجديدة الجميلة على رأسهم  ميدان التحرير، وبالتالي نلمس جميعا النهضة المعمارية والبنى التحتية الموجود في كل مكان في مصر اليوم، الأمر الذي يعكس للعالم اهتمامنا بتطوير بلدنا وخصوصا العاصمة العريقة  القاهرة، إلى جانب المدن الجديدة المتطورة.

الرسالة الرابع يتمثل في النهضة التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، إذ تم افتتاح ٢٠ متحف، فعلى سبيل المثال لا الحصر متحف الغردقة وكفر الشيخ ومتحف المركبات الملكية، وآخرهم متحف الحضارة، والاكتشافات الأثرية المتتالية، بالاضافة إلى ترميمات المساجد والمعابد اليهودية المختلفة والكنائس.

والرسالة هنا أننا نهتم بتراثنا وحضارتنا، على مستوى جميع الحقب الزمنية وجميع الأديان التي وجدت على هذه الأرض الطيبة، خاصة وأن الشعب المصري بطبعه يحترم الاختلافات والثقافات والأديان ولا يوجد لدينا عنصرية.

ما السبب وراء نقل المومياوات من المتحف المصري إلى متحف الحضارة؟

هناك عدة أسباب، أولًا: يوجد في مصر اكتشافات أثرية كثيرة تتنوع ما بين مقابر ومعابد وجميع أنواع الآثار الأخرى، دائما ما يؤول الحال بهذه الاكتشافات إلى المخازن، لذلك وجدنا أثار كثيرة جدًا وكنوز لا نستطيع عرضها بسبب عدم وجود ما يكفي من المتاحف لعرضها. ومتحف التحرير وصل إلى درجة ضم عدد كبير جدا من القطع الأثرية، التي ووفقًا لرأي زملائي الأثريين، تكفي أربعة متاحف أخرى، بناءا عليه رأي القائمين على الثقافة والآثار منذ فترة طويلة وجوب وتوزيع الآثار لنتمكن من عرضها ويستمتع بها الزوار.

وفي الوقت نفسه نشجع السائحين على زيادة فترات إقامتهم السياحية في القاهرة، لذلك افتتحنا متاحف جديدة مثل متحف للحضارة والمتحف المصري الكبير، وبالتالي يجب أن يكون بها قطع أثرية رئيسية في كل متحف من هذه المتاحف لتشجيع الأفراد على زيارتها، وتم التوصل إلى أن يحتوي متحف الحضارة على المومياوات الملكية وتم تصميم قاعاته بحيث تكون لائقة بالملوك والملكات، وحتى يستمتع الأفراد بالزيارة في جو مهيب ومثير في نفس الوقت.والمتحف المصري الكبير سيحوي كنوز توت عنخ آمون المجموعة الكاملة والتي تزيد عن ٥ آلاف قطعة.

أما السبب الرئيسي وراء فكرة الموكب لنقل المومياوات، والتي كانت بالأساس اقتراح من الدكتور خالد عناني وزير السياحة والآثار، هو استقبال فرنسا لتمثال رمسيس الثاني  في عام ١٩٧٦، إذ تم استقباله استقبال الملوك والرؤساء حيث تم إطلاق ٢١ طلقة، وجاب شوارع باريس، وتم اتخاذ قرار أن مصر أولى بملوكها وملكاتها، ولا يصح أن ننقلها دون أن يكون هناك موكب مهيب احتفالي جنائزي، يليق بملوكنا وملكتنا وتراثنا الحضاري يليق ببلدنا، وبالتالي رأينا أن يكون نقل المومياوات حدث يليق بسمعة الدولة المصرية.

كيف سيؤثر هذا الحدث على تحسين حالة السياحة؟

يصاحب هذا الحدث حملة توعوية تاريخية وسياحية للمصريين على المستوى الداخلي، إذ استخدمنا هذه الفعالية كمناسبة للتعريف بهؤلاء المومياوات، وكشوفهم الآثرية وأهم انجازاتهم، كذلك موقع المقابر الأصلية لهم وأهم فتوحاتهم الحربية وغيرها.

كما خلف الحدث تفاعل عالمي خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي من خلال الأسئلة والكلمات المفتاحية التي كان الأفراد يستخدمونها في محركات البحث، لمعرفة هؤلاء الملوك والملكات، وهو أمر غير مسبوق، فكان بمثابة حملة ترويج عالمية للسياحة في مصر.

ما هي النتائج المنتظرة من موكب نقل المومياوات الملكية؟

أهدفنا من إقامة هذا الموكب كانت تتمثل تشجيع الناس على النظر لمصر بشكل مختلف، ليدركوا التطور الذي نعيشه من نواحي عدة، وفي نفس الوقت ندعوهم لزيارة مصر.وهذه النقطة تنقسم إلى شقين: توجد دول عدة فتحت بالفعل الزيارة لمصر أمام مواطنيها، وهناك دول ما زالت تتبع إجراءات فيما يتعلق بالسفر نظرًا لجائحة كورونا، وتخضع لحظر طيران.

وبالنسبة للدول التي فتحت الزيارة لمصر أدعوهم إلى زيادة الأعداد والطاقات السياحية الخاصة بهم، ومن يأتي إلى شرم الشيخ او الغردقة او المحافظات السياحية الساحلية ندعوه كذلك لزيارة القاهرة والأقصر وأسوان ومدن وادي النيل للاستمتاع بالسياحة الأثرية والثقافية، أما عن الدول التي تخضع لإجراءات حظر سفر وما إلى ذلك، نشجعهم بزيارة مصر وأن تكون من أوائل الدول السياحية لمواطنيها عند عودة حركة السفر والطيران مرة أخرى.

ماذا عن الاكتشاف الأثري الأخيرة (المدينة المفقودة) بالأقصر؟

في ظل إغلاق العالم كله وتراجع إنتاجية ومعدلات السياحة بسبب تداعيات أثار كورونا، لم تتوقف الدولة المصرية عن البناء والإنتاج والإبهار للعالم، سواء بالطرق والمطارات والاكتشافات الأثرية والافتتاحات الجديدة للمتاحف، وهو ما نحيي عليه الشعب المصري، فنحن دولة بناء، وكفاءة على مدى التاريخ.

ما هي المشاريع التي تعمل عليها هيئة تنشيط السياحة في الوقت الحالي؟

ما نعمل عليه حاليا، هو تحضيرات حفل افتتاح المتحف الكبير، ونفكر في نقل قناع توت عنخ آمون، فنحن مستعدين بحفل افتتاح ضخم جدا، لدرجة أنه إذا كان انبهار المصريين والعالم كله بموكب المومياوات كبير، سيكون انبهارهم وفخرهم بافتتاح المتحف الكبير أكبر.

ما هي خطة الدولة للتعافي من تداعيات كورونا على قطاع السياحة؟

نركز بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها وسيلة التواصل الأفضل في ظل كورونا. والرسائل التي نوجهها للعالم الخارجي، تتمثل في التزامنا بالاجراءات الاحترازية من قبل وزارة السياحة والآثار والصحة وكافة جهات الدولة المختلفة لمحاصرة المرض من خلال نشر الصور والفيديوهات وأفلام الأنيميشن، بالإضافة إلى العمل على تذكير السياح الأجانب بما لدينا من موروث سياحي ومنتجات سياحية.

هناك أساليب أخرى نعمل عليها مثل الرحلات التعريفية والتي نستهدف فيها 3 فئات: الصحفيين والإعلاميين، والمدونين والمؤثرين، وشركات السياحية لعرض المنتج السياحي المصري، وكذلك الاجراءات الاحترازية التي نقوم بها في المطارات والقرى السياحية وغيرها.

وبالفعل قامت كثير من الدول التي نستهدفها بفتح مطاراتها للسياحة أمام مصر، ونسعى بالفعل إلى رفع معدلات الحركة السياحية الواردة من هذه الدول، بالنسبة للدول التي لم تفتح الزيارة لمصر بعد، فإننا نرسل لهم رسائل طمئنة لما اتخذناه من إجراءات احترازية وندعوهم لزيارة مصر في أقرب فرصة عند فتح الطيران من جانب دولهم.

تداعيات كورونا على قطاع السياحة

ويذكر أن يذكر قطاع السياحة في مصر خسر ما يقرب من ١٨ مليار دولار، خلال العام المالي ٢٠٢٠/٢٠٢١، مقارنة بعام ٢٠١٨، إذ قدم إلى مصر ٢,٢ مليون سائح، مما حقق إيرادات بنحو ٣٩٠ مليون دولار، والتي تراجعت بنسبة ١٩ مقارنة بإيرادات عام ٢٠١٨، وفقا لتقرير متابعة آثار كوفيد ١٩ على قطاع السياحة، الصادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية.

وانعكس تراجع الحركة السياحية على انخفاض الإيرادات السياحية، والتى تراجعت بنحو ٥٥٪ خلال النصف الأول من ٢٠٢٠ مقارنة بالفترة نفسها من ٢٠١٩، وهو ما يرجع للتدهور الكبير للإيرادات في الربع الثاني من العام الذي شهد ذروة الأزمة محققة ٣٩٥ مليون دولار بانخفاض قدره ٨٧٪ مقارنة بالربع السابق، وبنحو ٩٠٪ مقارنة بالربع المناظر له عام ٢٠١٩، وفقا للتقرير نفسه الذي صدر في نوفمبر ٢٠٢٠.

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.