fbpx

شريف البدوي: البقاء للأسرع.. ويجب على الحكومة دعم الشركات الناشئة في الأزمة

شريف البدوي: البقاء للأسرع.. ويجب على الحكومة دعم الشركات الناشئة في الأزمة
شريف البدوي

في المقالة الثانية من سلسلة الاستثمار والوباء، نتحدث مع شريف البدوي، الشريك الإداري لـ٥٠٠ ستارتبس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصندوق ٥٠٠ فالكونز حول الأساليب المختلفة التي يواجه بها الصندوق أزمة فيروس كورونا، وكيف أثر ذلك على استراتيجياتهم الاسثتمارية. 

هل مازلتم تستثمرون؟

الإجابة السهلة: نعم، نحن مازلنا نستثمر. لكن، لا أريد أن أخلط حدثين ببعضهما البعض. إن مخصصات الاستثمار في صندوق ٥٠٠ فالكونز قد قاربت بالفعل على الانتهاء. هذا حدث بالفعل في الربع الأول من العام الحالي. نحن نشطون أيضا في الاستثمار في شركات محفظتنا الاستثمارية التي سبق أن مولناها من قبل. 

كيف عدلتم من استراتيجيتكم الاستثمارية؟

صندوق ٥٠٠ فالكونز في سنته الرابعة، وفي هذه النقطة فإن الطبيعي أن نكون أكثر تركيزا في إعادة الاسثتمار بشركاتنا، لكننا عدلنا من استراتيجيتنا بعدة أشكال. 

أولا، نحن ندقق أكثر في فكرة الشركة قبل أن نستثمر، وذلك لأننا نفكر أكثر في المخاطرات حول كل استثمار بسبب أجواء كوفيد-١٩. 

ثانيا، نحن نضع معايير أعلى لمؤسسي الشركات التي نستثمر بها، إذ نركز على قدرة الفريق المؤسس في إدارة التدفق المالي، والتماسك وقت الأزمات

ثالثا، نحن نتوقع أن تقل تقييمات الشركة، وسنكون أكثر إصرارا في التفاوض. 

رابعا، نحن نقيم أين سنضع أموالنا الآن خلال السنة أو السنتين المقبلتين. في بعض الحالات، قد نستبق الأحداث ونبدأ الاستثمار  مبكرا. 

أتمنى أن تقلل الحكومات الضغط على رواد الأعمال وأصحاب الأعمل الصغيرة من خلال تسهيل الأعمال الإدراية والموافقات والتصريحا

 ماهي النصائح الفورية التي طلبت من الشركات أن تنفذها؟

أهم ماقلناه لمؤسسي الشركات خلال كوفيد-١٩ كان التالي:

  • أن يدرسوا بعمق مدخلات ومخرجات شركاتهم وأن يحللوا كل الجوانب بدقة، وهو أمر ربما لم يفعلوه من قبل بهذا القدر من التدقيق، وذلك من أجل معرفة كل المتغيرات التي ستؤثر على البزينيس، وأن يغيروا من توقعات الشركة عن النمو والدخل طبقا لنتائج هذه الدراسة. 
  • أن يتواصلوا مع عملائهم ومستثمريهم بشكل مبكر ومستمر. عليك أن تتواصل أكثر من العادي بخصوص هذه الأوضاع. في هذه النقطة، التواصل أمر مهم للغاية، فالموظفون يجب أن يشعروا أنهم جزء من عملية اتخاذ القرار، والمستثمرون عليهم ألا يشعروا بأنهم متروكون في الظلام. 
  • أن يقللوا من معدل الحرق. كل الشركات، حتى الناججة منها، عليها أن تحافظ على رأس المال. عليهم يجمعوا استثمارات أكثر إن احتاجوا، ويتحملوا انخفاض قيمة الشركة. 
  • أن يركزوا على العمليات الرئيسية للبيزنيس، وأن يحافظوا على ماهو موجود لديهم. أن يركزوا على ماسيجلب لهم أرباح قصيرة المدى. الوقت الآن ليس مناسبا لتجربة أمور جديدة أو أن يستكملوا بناء أمرا جديدا تعتقد أنه قد ينجح بعد ٣ شهور من الآن. الأمر يختلف بالطبع إن قررت إعادة التمحور وتغيير اتجاه الشركة. 

الدرس الأهم هنا أن البقاء للأسرع والقادرين على اتخاذ قرارت ذكية. 

لأزمات ليس وقتا مثاليا للشركات الجديدة كي تنطلق، لكنها الوقت  المثالي للشركات الناشئة كي تخطط وتبني وتجتهد

ماهي القطاعات الواعدة للاستثمار فيها الآن؟ 

لدينا ٣ تصنيفات نستخدمها في تحليلنا: المزدهرون، والناجون، والمعانون. 

المزدهرون هم الجيل الجديد من شركات التجارة الإلكترونية، والأطعمة والمشروبات، والمنصات التعليمية، والرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية. ليس كل عناصر هذه القطاعات في ازدهار بالطبع، لكن بعضها يشهد نموا. 

مايفرق بين المزدهرون وغيرهم، ليس القطاع الذي يعملون به، بقدر ماهو التدفق النقدي وقدرة الشركة على البقاء. هناك قطاعات تعاني بالطبع، لكن ذلك ليس السبب الرئيسي الذي يتسبب في إغلاق الشركات. 

وهل تستثمر الآن في شركات تعاني؟ 

كما قلت، نحن نركز بشكل أكبر على الشركات في محفظتنا الاستثمارية، لأن هذه هي المرحلة التي يمر بها صندوقنا الآن. لكن لو كان لدي المزيد من النقود، فهل كنت سأخذ قرارا بأن أكتب شيك للمرة الأولى لشركة في قطاع يعاني؟ نعم، بالطبع! وهذا أمر لايدركه العديد من المستثمرين. إن الأزمات ليس وقتا مثاليا للشركات الجديدة كي تنطلق، لكنها الوقت  المثالي للشركات الناشئة كي تخطط وتبني وتجتهد في البحث والتطوير، في حالة أنهم ليسوا في حاجة لدخول السوق أو الحصول على دخل لمدة ٦ أشهر وحتى سنة. 

هل يمكنك أن تعطينا أمثلة أثارت إعجابك في مواجهتها للأزمة؟ 

إيفنتس، وهي شركة لتطبيقات تنظيم الفعاليات، نفذوا إعادة تمحور سريعة، وبناء على منتج جيد. استطاعت الشركة أن تجمع استثمارات جديدة بناء على ذلك.

شركة أخرى كانت ديناري كاش، وهي متخصصة في تحويل الأموال في الفلبين، وتساعد المغتربين في دول الخليج أن يرسلوا أموالهم لعائلاتهم. وهم يعملون الآن يعملون على مدار الساعة للتكامل مع دول جنوب شرق آسيا، بونجلاديش والهند وباكستان. 

ماهي المبادرات التي تتمنى أن تراها في بيئة ريادة الأعمال في الوقت الحالي؟ 

أتمنى أن تقلل الحكومات الضغط على رواد الأعمال وأصحاب الأعمل الصغيرة من خلال تسهيل الأعمال الإدراية والموافقات والتصريحات. إلغاء أو تقليل الرسوم والضرائب والجمارك وغيرها من الصعوبات المالية. كلها أشياء قد تكون صغيرة للحكومات الآن، ولكن كبيرة لأصحاب الأعمال. البنوك والحكومات أيضا يستطيعون تسهيل الإقراض، وتوفير حزم مساعدات مثل المنح، وهو ماحدث في بعد بلدان الشرق الأوسط بالفعل. 

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.