تستطيع الساعات الذكية الآن أن تقيس نبض القلب وحرارة الجسد وغيرها من العلامات الحيوية بسهولة ويسر، لكن الأمر كان أشبه بالخيال العلمي حين كان كريم فتحي، مهندس إلكترونيات، يصمم جهاز شبيه عام ٢٠٠٦.
فتحي هو شريك مؤسس في شركة “بالس” Pulse وهي شركة مصرية تنتج أجهزة تقنية ملبوسة تقيس العلامات الحيوية للمرضى ترسلها للأطباء. يشرح فتحي أن الجهاز يوفر تواصل بين المريض والطبيب بغض النظر عن مكان كل منهما، عن طريق جهاز لقياس العلامات الحيوية، وهي رسم وكهرباء وضربات القلب ونسبة تشبع الدم بالأكسجين، ودرجة حرارة الجلد، ويستخدم الذكاء الصناعي لاستنتاج ضغط الدم،. “الوقت يساوي الحياة، فبمجرد أن يحدث للمريض بوادر أزمة قلبية أو ذبحة صدرية، يرسل الجهاز تنبيهات، فيمكن أن يتابع الطبيب حالته عن بعد، وخاصة إذا كان في منطقة نائية ولا يستطيع الذهاب للمستشفى بسرعة”.
“التكنولوجيا التي تنتجها الشركة مصرية بالكامل الهارد وير والسوفت وير، فنحن دائما لدينا اعتقاد أننا يجب أن نستورد الإبتكارات الجديدة من الخارج، على العكس تماما”
كريم فتحي، شريك مؤسس “بالس”
تعتمد فكرة التكنولوجيا الخاصة بالشركة على جهاز رسم قلب صغير الحجم، فيمكن أن يستخدم في المستشفيات أو عربات الأسعاف أو أن يرتديه المريض، وتطبيق للهاتف لذكي يعطي للمريض ولطبيبه تنبيهات صوتية في حالة احتمال تعرض قلب المريض للخطر. من ناحية أخرى، يتم تخزين كل المعلومات أتوماتيكيا وبشكل سري يضمن خصوصية المرضى، بحيث يمكن استخدام المعلومات لأغراض البحث العلمي، مثل توفير بيانات عن مرض القلب والمرضى في مصر، مما قد يساعد متخذي القرار على التخطيط لعدد المستشفيات في منطقة ما، أو زيادة عدد الأسرة عند الحاجة.
صنع في مصر
حصلت الشركة على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي عام ٢٠٠٨، ويقول فتحي: “التكنولوجيا التي تنتجها الشركة مصرية بالكامل الهارد وير والسوفت وير، فنحن دائما لدينا اعتقاد أننا يجب أن نستورد الإبتكارات الجديدة من الخارج، على العكس تماما”.
حصدت الشركة العديد من الجوائز أولها جائز من حاضنة أعمال تابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عام ٢٠٠٦، وعام ٢٠١٠ حصلت على جائزة شركة أوراكل Oracle كواحد من أفضل عشرة تطبيقات على مستوى العالم، وبعدها حصدت الميدالية الذهبية من مؤتمر جنيف للاختراعات في سويسرا، كما احتلت الشركة المركز الثاني في مسابقة مصر تبتكر، التابعة لأكاديمية البحث العلمي بالتعاون مع التليفزيون المصري عام ٢٠١٦، في العام نفسه حصدت الشركة الميدالية الذهبية أيضا في يوم الاختراع المصري.
أنتجت الشركة حتى الآن ١٠٠ جهاز، ويعلق فتحي: “ربما يبدو رقما صغيرا، إلا أنه كبير نسبيا في صناعة الأجهزة الطبية”، الذي يقول أن الشركة دخلت في شراكة مع وزارتي الاتصالات والصحة لربط الوحدات الصحية في المناطق النائية بالمستشفيات التخصصية، بالإضافة إلى أن من ضمن عملائها مستشفى الدكتور مجدي يعقوب بأسوان. يقول فتحي: “عندما قابلت الدكتور مجدي يعقوب لعرض الجهاز عليه، لم يصدق أنه مصري بالكامل وكان يعتقد في البداية أنه كندي الصنع”.
اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.