fbpx

هل تنجح شركة مصرية في نشر ثقافة تحليل الحمض النووي؟

شركة حسن هيلثكير للاستثمار في القطاع الطبي افتتحت أول خدمة تجارية لتحليل الدي إن إيه، مراهنة على زيادة الوعي الصحي والاهتمام بالطب الوقائي
هل تنجح شركة مصرية في نشر ثقافة تحليل الحمض النووي؟
تقدم الشركة اختبارات الدي إن إيه بأقل من 300 دولار

هل تخضع لاختبار يتنبأ بالأمراض التي قد تصيبك في المستقبل؟

“في البداية لم أكن مقتنعة بالفكرة، ولم يكن لدي استعداد لمعرفة الإجابة”، والحديث لميرفت النحاس، ربة منزل، “لكني اكتشفت أن للتحليل فوائد هامة جدا لم أكن أتصورها”. 

النحاس هي واحدة من عملاء شركة “حسن هيلثكير” Hassan Healthcare، أول شركة تقدم خدمات تحليل الحمض النووي DNA في مصر. 

تقول النحاس: “كنت أتصور أن التحليل سيخبرني أني سأصاب بالسرطان مثلا، أو القلب، ولا أحد يود معرفة ذلك،” لكن بعد أن شاهدت ابنتها وهي تجري التحليل، فهمت حقيقة الأمر. 

“شرحت لي الطبيبة أن  عندي حساسية ضد اللاكتوز، مما يعني أني مضطرة للامتناع أن ألبان الأبقار. كما أن جسدي يحتاج إلى فيتامين ب ١٢”

ميرفت النحاس، عميلة لدى “حسن هيلثكير”

يبدأ التحليل بزيارة منزلية من مندوب الشركة، الذي يجمع عينة من اللعاب. بعد شهر، يحصل العميل على تقرير من ١٨٠ صفحة، هو تحليل مفصل بمعلوماته الجينية، ونسب احتمالات الإصابة بالأمراض المختلفة، مثل القلب، وسرطان الثدي، وغيرها. بعدها، تحدد الشركة ميعادا عبر الفيديوكونفرس مع مستشار طبي، يشرح للعميل مضمون التقرير ويعطي نصائح حياتية بناء على حالته. 

“شرحت لي الطبيبة أن  عندي حساسية ضد اللاكتوز، مما يعني أني مضطرة للامتناع أن ألبان الأبقار. كما أن جسدي يحتاج إلى فيتامين ب ١٢”، والحديث مازال للنحاس، التي تقول أن الاستشارة الطبية فصلت لها الأمراض التي قد تصيبها في المستقبل وطرق الوقاية منها، فتضمنت الاستشارة قائمة بالتمرينات الرياضية التي عليها ممارستها، وقائمة الأطعمة التي عليها أن تكثر منها، أو تمتنع عنها.

“باختصار التحليل غير حياتي للأفضل”.

فرصة جديدة للاستثمار في القطاع الطبي 

“سمعت عن الحمض النووي لأول مرة وأنا طالب في الثانوية العامة، ومازلت مهتما بالتقدم التكنولوجي في هذا المجال حتى اليوم”، والحديث لدكتور حسن صبري، الشريك الإداري لشركة حسن هيلثكير. 

https://www.facebook.com/waya.arabi/videos/2476843122400782/

درس صبري الطب بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ثم عمل في سنغافورة، قبل أن يستقر في مصر ويفتتح شركة حسين هيلثكير عام ٢٠١٧. “وجدت أن هناك تحديات كبيرة تعيق الكثير من المصريين عن الوصول إلى الخدمات الصحية المناسبة”، كما يشرح صبري، وهي التحديات التي تحاول الشركة الاستثمار في حلولها، فأطلقت مثلا خدمة “استشارة” لتقديم الاستشارات الصحية التليفونية بهدف التخفيف من الزحام على العيادات وتقليل الوقت المستهلك في زيارات غير ضرورية للأطباء. 

يقول صبري أنه كان يتابع بانبهار جهود العلماء من حول العالم لرسم خريطة الجينوم البشري، وهي الجهود التي استغرقت مايزيد عن ١٥ سنة، وتكلف أكثر من ٣ مليارات دولار. اليوم، تقدم شركته اختبارات الدي إن إيه بأقل من ٣٠٠ دولار، وتقدم النتيجة أقل من شهر. 

“نحن نستهدف المستخدم مباشرة، والناس المهتمة بالحفاظ على صحتها، ولا نحاول تسويق التحليل من خلال الأطباء”

حسن صبري، مؤسس “حسن هيلثكير”

يشرح صبري أن تكنولوجيا تحليل الحمض النووي لم تكن متوافرة في مصر بشكل تجاري، وتقتصر على الأغراض الجنائية والبحثية، لكنه رأى في ذلك فرصة للاستثمار. “نحن نستهدف المستخدم مباشرة، والناس المهتمة بالحفاظ على صحتها، ولا نحاول تسويق التحليل من خلال الأطباء”، يقول صبري أن هناك وعي متزايد بين المصريين بأهمية الطب الوقائي، وأن الاحتياط من المرض قد يكون أهم من التداوي بعده. 

حاليا، مازال الطلب على التحليل محدود، ويتوقع صبري أن تنتهي الشركة من ٧٠٠ تحليل قبل نهاية ٢٠٢٠، ولذلك فالشركة تبعث بالعينات إلى معمل في الهند يتولى إجراء التحاليل، نظرا لأن العدد القليل من العملاء حتى الآن يجعل إجرائها في مصر مكلف للغاية. 

حسن صبري مؤسس شركة حسن هيلثكير
حسن صبري مؤسس شركة حسن هيلثكير

تراهن “حسن هيلثكير” على أن الوعي بأهمية تحاليل الدى إن إيه سيزيد من عملائهم في المستقبل القريب، لكنه يعرف أيضا أن هذا يتطلب الكثير من التغير الثقافي. “هناك مثلا مخاوف كثيرة من مسألة الخصوصية”، كما يشرح صبري، فهذه التحاليل التي تتنبأ باحتمالات الإصابة بأمراض مختلفة هي معلومات شديدة الخطورة إن وقعت في يد شركات التأمين الصحي على سبيل المثال.  

حتى الآن لا يوجد في مصر أي قوانين تنظم تحاليل الدي إن إيه، لكن صبري يؤكد أن شركته تتخذ كافة إجراءات الأمن الإلكتروني لحماية بيانات العملاء من الاختراق، كما أن الشركة تسمح للعملاء بإجراء التحاليل دون الكشف عن هوياتهم على الإطلاق، لكن الشركة تحتفظ بالمعلومات الجينية للأبد لأغراض البحث العلمي.

يشرح صبري أن هذه المعلومات مفيدة للغاية في التطور العلمي، فكلما استطاع العلماء الوصول إلى عدد أكبر من الخرائط الجينية، كلما زادت قدرتهم على دراسة الأمراض، ابتكار العلاجات، وغيرها من التطبيقات.

“احتمالات انتهاك الخصوصية قليلة جدا ونادرة”، يقول صبري، “والفائدة العلمية من هذه المعلومات أكبر كثيرا من ضرر بعيد الاحتمال”. 

اذا كنت ترى شيءً غير صحيح او ترغب بالمساهمه في هذا الموضوع، قم بمراجعه قسم السياسة التحريرية.